كبير الأثريين يفجر مفاجأة بشأن القائمة: «أصلها فرعوني»
انشغل الرأي العام خلال الساعات الماضية بقائمة المنقولات الزوجية التي أثارت جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي بعد انتشار تدوينة على فيسبوك باقتراح إلغائها.
لكن قد يخفى على الكثيرين أن قائمة المنقولات الزوجية ترجع إلى عصور الفراعنة حيث وجد في بردية عثر عليها في إدفو وتعود لحوالي عام 360 قبل الميلاد، تعهد كتبه أحد الأزواج المصريين لزوجته يحفظ حقها في المتاع الذي جاءت به من بيت والدها.
المصريون القدماء أول من استخدم القائمة
وتعليقا على ذلك قال الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، إن المصريين القدماء أول من استخدم قائمة المنقولات الزوجية، مشيرا إلى أنه منذ الأسرة الثلاثين ظهرت فكرة قائمة المنقولات في عقود الزواج المصرية حيث وجد في بردية عثر عليها في إدفو وتعود لحوالي عام 360 قبل الميلاد ما ورد على لسان الزوج نصا «هذه قائمة متاعك الذي أحضرته معكِ في بيتي: أغطية للرأس رداء ضفائر من الشعر المستعار مرآة برونزية حناء خاتم من الفضة وقيمة هذه الأمتعة من ملابس وأشياء معدنية 14 دبن من الفضة فما دمتي في منزلي فهي معكِ وإذا تركتِ المنزل فهي حقك وأتعهد بردها أو رد قيمتها».المصريون القدماء أول من استخدم القائمة
وأردف «شاكر» في تصريحات لموقع قناة صدى البلد، أنه في عقودٍ أخرى شملت قائمة المنقولات «رداء، أواني للزهور، حلى من الأحجار الكريمة، أدوات مطبخ مثل المنخل والهاون والموقد، صناديق نحاسية، صندوق من الذهب، آلات موسيقية مثل الصلاصل» وتعهد الزوج بالحفاظ على تلك المنقولات وأن يكون الأمين عليها وإذا ما طلقها فيتعهد بتسليمها إليها أو ما يوازي قيمتها من الفضة.
وبيّن كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، أنه منذ العصر البطلمي نهايات القرن الرابع قبل الميلاد أصبح الطست والإبريق من قائمة المنقولات التي تحرص كل امرأة على اقتنائها عند الزواج، وهو ما يفسر ما كان يحدث حتى عهد قريب في غالبية قرى الصعيد من حرص أسرة العروس على شراء الطست والإبريق ضمن جهاز العروس.
وكشف «شاكر»، أنه في عقود أخرى من نفس الفترة حوالي القرن الرابع قبل الميلاد، كان الزوج يتعهد بأن يعطي لزوجته ما يلزمها من إعاشة أو نفقة كسوة أو مؤونة يومية أو شهرية أو سنوية، وكانت تشمل الملابس والزيوت والقمح سواء كانت في بيته أو بعد طلاقها وإقامتها في بيت آخر.
أقدم قائمة زواج في العصر الحديث
وأشار كبير الأثريين إلى أنه بداخل دار الجنيزة التابعة للمعبد اليهودي في القاهرة نسخة ما زالت محفوظة لأقدم قائمة زواج في العصر الحديث كُتبت في مصر منذ نحو 850 سنة تقريباً، إذ يرجع تاريخها إلى عام 1160 ميلادية، وتتضمن نفس مواصفات قائمة الزواج الحالية في مصر، إذ تشمل منقولات وعفش منزل الزوجية بكامل تفاصيله من الملعقة وحتى الأثاث.ولفت «شاكر» إلى أن القائمة وثقت كل شيء في مسكن الزوجية آنذاك على النحو التالي: زوج ملاعق، معرقة، بردة، رداء قلموني، جوكانية مشهر وردة، نصف رداء مشفّع، جوكانية بياض، جوكانية بياض، منديل، مرتبة طبري 4 قطع، زوج مخدات شمعي، زوج مخدات رُماني، سطل، وطاسة، وكوز زيت بغطاه.
القايمة أصلها فرعوني
ونوه كبير الأثريين إلى أن ظهور القائمة يرجع إلى القرن الثاني عشر من تاريخ مصر، حيث انتشرت في ذلك الحين ثقافة تعدد الزوجات التي يسمح بها الدين الإسلامي، وتزامن مع ذلك انتشار زواج المصريين المسلمين من البنات اليهوديات، حيث استقر اليهود في مصر واندمجوا في المجتمع.
وفسر «شاكر» أن الرجل المصري كان يجمع في الزواج بموجب قاعدة التعدد في الإسلام بين الأنثى اليهودية والمسلمة، إذ يحل له ذلك، بينما لم يكن هذا في عرف المرأة اليهودية، فاعتبرته يهدد زواجها بسهولة طلاقها إن رفضت التعدد، خصوصا مع ميل الزوج إلى الإنجاب من زوجته المسلمة.
إلغاء القائمة يشعل السوشيال ميديا ما بين سخرية وانتقاد وتأييد.. جهاز العروسين