كورونا.. بين فرص وتحديات الاقتصاد المصرى
بقلم محمد أبو العينين
إنها رسالة من رجلِ عاش في هذا الوطن، عاشقا لترابه محبا لأهله، أيقن أن صنيع الخير محمود، وأن واجب الوطن مردود، وأن أشرف ما يجود به المرء هو رد الجميل إلى تلك الأرض التي حملته وتلك الحدود افيور مرحبا صانته، وتلك الوجوه الطيبة التي رسمت هويته، وهذه الأيادي العاملة التي صنعت أمجاده.'لن ننظر إلى خسائر مادية .. أمام أرواح وصحة المصريين'.. كلماتٌ حاسمة جرت على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي، وثّقت موقفا إنسانيا وعملا بطوليا، وحاضرا يضاهي أصالة الحضارة المصرية التي قدست بناء الإنسان وحفرت من آثاره أبجديات الحياة وأسأطير الخلود الباقية، كلماتُ من قلب الوطن النابض، إلى قلوب الشعب المُحب، أكدت بلا صنيعة قول، ولا رياء فعلِ، أن الوطن عزيز على قيادته وأن عزة مصر من عزة وكرامة اهلها الطيبين وأبنائها المخلصين.
وكانت الحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى على قدر المسئولية التى جنب مصر الكثير من الأزمات بسبب هذا الفيروس.
إن الاقتصاديات العظمى في العالم، عندما تهاوت أمام الخطر المُحيق، ولم تصمد كثيرا في وجه وباء كورونا، كان الاقتصاد المصري حاضرا، مدفوعا بالإصلاحات الاقتصادية الحكيمة، واليقظة المبكرة التي جنّبت مصر عواقب وخيمة، بفضل من استقرأ الأحداث فأحكم الخطة وبدأ التنفيذواستبق طارق عامر محافظ البنك المركزى الاحداث فأصدر قرارات بنكية كان لها عظيم الاثر فى مساندة الاقتصاد المصرى .
ولقد عرف العالم اليوم، أن الاقتصاد الأنقى والتجارة الأبقى، هو الاستثمار في العلم والتكنولوجيا عندما أصبح للعلماء قامة شامخة، وقيمة ثابتة، ومن هنا وجبت التحية لكل من لبى نداء الوطن، واختار أن يكون جنديا في صفوفه، رجلا في قواته المسلحة الباسلة، أو شرطته الوطنية، طبيبا في جيشه الأبيض، أو صحفيا من أرباب الكلمة وصناع الوعي.
إن تكاتف قوى الشعب والمجتمع خلال تلك الأزمة، هو سبيل النجاه المُواتي، وطريق السلامة المنشود،وعلى الرغم، مما قدمه رجال الأعمال من مساهمات مشكورة، لكن ما ترجوه مصر أكبر من ذلك وأعظم، فعلى قدر الأزمات تكون التضحيات، ولا تستوي أموال الدنيا وإن كثُرت أمام روح مصري واحد، أو عامل يشقى من أجل أسرته، ولمن يجد في عودة العُمال إلى مواطن أعمالهم، وسيلة لتجاوز الأزمة، فعليهم التروي قليلا، فالاحتجاب عن العمل في تلك الفترة لن تكبد الشركات خسائر كبيرة مقارنة بما سينشره الفيروس من وباء وإعياء وخسائر بشرية ومادية لا يمكن التنبؤ بها أو حصرها.
ومن رحم الأزمة الحالية، سيولد نظام عالمي جديد، وعلاقات تتشكل وجسور تمتد إلى حدود مستحدثة، ولكم كانت مصر حكيمةُ ورائدة، حينما بادر الرئيس السيسي بتقديم يد العون إلى الصين وإيطاليا، في موقف شهم يحفظه التاريخ، حتى باتت مصر في قلب العالم وضمير الإنسانية، وأصبحت أيقونة للكرامة ومصدرا للفخر.
ومصر يجب أن تنظر إلى ما بعد هذه الأزمة، فتؤسس لنظام اقتصادي متكامل يتخذ من الثورة الصناعية الرابعة نقطة بداية ويوطن للتكنولوجيا الفائقة والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، ويستثمر في العقل البشري ومناهج البحث التي تستشرف المستقبل بخدمة الصناعات الكبرى والمناطق الصناعية المتخصصة التي تدعم الانتاج المحلي وتحقق الاكتفاء الذاتي، وهو واقع لن نصل إليه سوى بنظام اقتصادي مستحدث قائم على سياسات تحفيزية وتنافسية تعلوا على أي سياسات جاذبة للاستثمار في المنطقة.
إن مصر أمام فرصة عظيمة، ساقتها لها الظروف الراهنة، لتشارف المستقبل وتطالع التنمية وتضرب بقوتها في الاقتصاد العالمي، لتصبح جزءا من سلاسل الإمدادات العالمية لكافة المنتجات التنافسية.
وفي الأخير، فإن كلمات الشكر وعبارات الثناء، أقل من أن تعبر عن كامل التقدير والعرفان، لكل مَن حمل على عاتقه هم الوطن، ورعى مصالح المواطن، فأعزّ مكانته وصان كرامته، وبسط أيادي الدولة لتحنو على من استجار من أبناء مصر في الداخل أو علِقَ في الخارج.
تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر .