كيف نستغل كورونا؟!
خلال أقل من ٤٠ يوما، تبدلت أحوال العالم، وضرب الرعب الأسواق، وأغلقت مصانع، وانهارت السياحة والبورصة وسوق النفط، وأصبح الاقتصاد العالمى مهددا.
حدث كل ذلك منذ إعلان الصين عن أول حالة وفاة بسبب كورونا فى ٢٠ يناير الماضى.
والحقيقة أن السبب الحقيقى ليس فقط خطورة الفيروس، ففيروس سارس الذى ضرب الصين قبل ١٨ عاما كان أشد خطورة، بعد أن فتك وقتها بحوالى ١٠٪، من المصابين به، بينما لم تتجاوز وفيات كورونا حتى الآن ٢٪، من المصابين، ولكن المشكلة الحقيقية أن الصين وقتها لم تكن تمثل نسبة كبيرة من الاقتصاد العالمى، أما الآن فالأضرار التى تهدد العالم أقوى، بعد أن أصبحت الصين أقوى محرك للنمو الاقتصادى العالمى، وبعد أن أصبحت تسهم وحدها بـ 35٪، من النمو الاقتصادى العالمى، وأصبحت أهمية الصين للنمو العالمى تبلغ 3 أضعاف أهمية الولايات المتحدة..
كل هذه العوامل جعلت فيروس كورونا لا يصيب الأرواح فقط، بل يصيب معها الاقتصاد العالمى، بدءا من حركة التجارة والواردات، وأسعار السلع وتأثر السياحة والنقل، وإغلاق العديد من الشركات وتراجع الإنتاج الصناعى وما سيتبع ذلك من زيادة معدلات البطالة عالميا. ويضاف لكل ذلك حالة الغموض الشديدة التى تحيط بمستقبل الأزمة وتطور انتشار الوباء.
والسؤال الآن، هل يمكن أن نستفيد من كارثة كورونا؟، هل يمكن أن تكون هذه الأزمة وما ترتب عليها من خفض حجم الصناعات الصينية فرصة للمصنعين المصريين؟، هل يمكن أن تعقد الاجتماعات وتتحد الجهود لدراسة كيفية استغلال هذه الأزمة لجذب مستثمرين جدد وطرح فرص تجارية مع أسواق جديدة، هل يمكن أن نجعل الأزمة فرصة للتفكير فى كيفية دعم منتجاتنا المصرية وخلق أسواق تصديرية جديدة لها، ومحاولة كسر الاحتكار والسيطرة الصينية على سوق التصدير العالمى، أتمنى ألا يتوقف تفكيرنا على كيفية مواجهة الأزمة والتصدى لها، بل يمتد إلى كيفية الاستفادة منها، على الأقل للحد من الخسائر المحتملة.