لحظة صدق.. أغلى صفر في التاريخ
اليوم يجتمع قادة العالم من أجل الوصول إلى درجة صفر، هذا الصفر ثمنه ٣٠٠ مليار دولار وهو المبلغ المطلوب صرفه لمواجهة التغيرات المناخية خلال ثمانية أعوام فقط.
العالم كله يجتمع اليوم فى مدينة جلاسكو الأسكتلندية فى الدورة ٢٦ لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ ويشارك الرئيس عبد الفتاح السيسى بوفد رفيع المستوى على أمل إنقاذ العالم والوصول إلى درجة صفر انبعاثات حرارية ملوثة للبيئة.
الوقت يمر والساعات تدق وعلى قادة العالم أن يثبتوا أن العالم المتحضر الحالى يستطيع أن يحد من الاحتباس الحرارى ويعالج مشكلة المناخ وعلى الأقل بدلا من الوصول إلى صفر وهو الحلم المستحيل يخفض الانبعاثات درجة ونصف هذه المليارات الثلثمائة يحتاجها العالم لإصلاح ماأفسدته الدول الصناعية الكبرى فى مناخ الأرض هى استفادت بتريليونات الدولارات وخسرت الدول الفقيرة صحة أبنائها وأرضها ومناخها.
نحتاج هذا المبلغ لتقليل الخطر وإنقاذ الدول الفقيرة من توابع هذه الانبعاثات فهى تعانى بسبب تقدم دول أخرى.
هذه الدول الغنية عليها مسؤولية أمام التاريخ.. وعليها أن تتحملها كاملة سواء بدفع حصتها المالية أو بتخفيض انبعاثاتها الحرارية الناتجة عن الصناعة واحتراق الكربون، العالم فى خطر حقيقى وعلى الجميع القيام بواجباتهم فهذه الانبعاثات تسبب فى ٨٠ ٪ منها ١٧ دولة فقط ويدفع العالم كله الثمن.
الرئيس عبد الفتاح السيسى فى اجتماع "رؤساء الدول والحكومات حول المناخ"، الشهر الماضى على هامش أعمال الدورة٧٦ للجمعية العامة للأمم المتحدة، نبه إلى خطورة التهاون فى الحلول وطالب بوقوف البشرية صفا واحدا لمواجهة هذه الانبعاثات، وشدد على ضرورة التعامل بجدية مع أى إجراءات أحادية تساهم فى تفاقم تبعات تغير المناخ، الدعوة الكريمة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى لاستضافة الدورة الـ27 لقمة تغير المناخ فى 2022 بالنيابة عن القارة الأفريقية، ستعطى فرصة للعالم كله أن يرى كيف تغيرت مصر سترى مشروعات عملاقة تم تنفيذها بهدوء ودون إعلان فى زمن قياسى سترى طفرة فى كل النواحى الشوارع والطرق والكبارى وعاصمة جديدة عملاقة وانتهاء العشوائيات وتحولها إلى منازل جميلة محاطة بالحدائق تحقق للمصريين حياة كريمة وخطوطا جديدة لمترو الإنفاق ومنوريل.. سترون مصر جديدة بكل معنى الكلمة.
أنا على ثقة فى قدرة الرئيس على تنفيذ ما يعد به، وهو قادر بحنكته السياسية أن يدير هذا الملف انطلاقا من مصر والقارة الأفريقية خاصة أن لدينا ثمانى سنوات فقط لخفض الانبعاثات وهى كافية بالكاد لوضع الخطط والسياسات وتنفيذها ، المطلوب تحرك سريع وتكاتف لإنقاذ العالم فالوقت يمر والخطر حقيقى ويقترب.. واذا لم نواجهه فسيقضى على الجميع.