ماراثون الثانوية العامة ووباء كورونا
اليوم يبدأ ماراثون الثانوية العامة، وقد اعتدنا أن يصاحب هذا اليوم قلق ورعب وتوتر سواء من الطلبة أو أمورهم .. لكن ظروف هذا العام تضيف عبئا جديدا على الجميع فالامتحانات تجرى لأول مرة وسط اجتياح وباء الكورونا الذي هز المنظومات الصحية فى كل أركان المعمورة ، مما جعل حالة من الترقب والاهتمام والحرص الشديد تسيطر على كل الجهات المسؤولة و الحريصة على إتمام نجاح عملية الامتحانات، بدءا من أعلى الجهات ووزارة التربية والتعليم مرورا بالأجهزة الطبية في وزارة الصحة والأجهزة الأمنية، حتى النقل والمواصلات!
لا شك عندى فى أن حالة الاستنفار هذه سببا كافيا لعبور هذا الاختبار الصعب على خير، فمشاعر قلق ليلة الامتحان لا يعيشها الطالب وأسرته فقط ولكن تعيشها معه هذا العام كل أجهزة الدولة التى وضعت فى اختبار لم تجربه من قبل، وهو قلق هذه المرة غير عادى، بعد أن ودعنا إلى غير رجعة الزمن الذى كانت تطاردنا فيه أخبار الغش الجماعى وتسرب الأسئلة، بفضل النظام الحديث للامتحانات الذي يعتمد على التكنولوجيا الحديثة فى طبع الأسئلة وتوزيعها ووصولها إلى يد الطالب بعد لحظات من طباعتها، لكن مصدر قلقى هذه المرة مبعثه الرغبة فى الاطمئنان على أولادنا من انتشار خطر العدوى بالفيروس اللعين، ففى هذا اليوم حسب الإحصاءات ينطلق من كل بيت قرابة 650 ألف طالب على مستوى الجمهورية، وانتظر مع كل أسرة بترقب وخوف مصير أبنائهم، بسبب الاختلاط والتواجد فى أماكن مزدحمة في المواصلات والمدارس فضلا عن التكدس أمام بواباتها وداخل اللجنة، لكن ثقتى فى الإجراءات الصحية المتبعة للتعقيم والعزل وحرص كل الجهات على تجنيب أبنائنا خطر العدوى بتوفير الكمامات والتطهير والتعقيم، وبتقليل كثافات الحضور أمام الأبواب وداخل اللجان يجعلنى أشعر باطمئنان، لسببين الأول هو شعورى بالثقة فى أننا نعيش فى دولة حقيقية يتحرك المسئولون فيها بخطوات ثابتة لا تأخذ قراراتها بشكل انفعالى ولا تتراجع أمام الإشاعات أو لإرضاء الأصوات العالية المبالغ فيها، وقد أثبتت سلامة اختياراتها فى مواقف عديدة، رغم ما أثير فى طريقها من شكوك ومحاولات للتهييج، واستغلال معاناة وقلق المواطنين!
السبب الثاني الذي يشعرنى بالاطمئنان أن خطر الفيروس الذي نواجهه ليس حادثة عارضة نستطيع أن ندرك بدايتها وأسبابها ونهايتها فنتجنبها فترة من الوقت المحسوب، لكنه خطر حتمى لا نرى نهايته ولابد أن نجتازه بسلام وإرادة قوية وبشجاعة، والمطلوب ليس فقط الانتصار عليه بإرادة الحياة وعبوره بالسلامة لنا ولمن حولنا. ولكن أيضا التعلم منه والخروج بدروس مستفادة تنفع هذا الجيل والأجيال القادمة بإذن الله.
مصدر ثقتى ورهانى هو أنه رغم أن الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم جعل أمام الأسر والطلاب خيار تأجيل الامتحانات أو دخول الدور الثانى دون أن يحتسب سنة رسوب فإن النسبة التي طلبت التأجيل لا تكاد تذكر فى مقابل الذين اختاروا اجتياز الامتحان بكل ظروفه مع احتياطات السلامة!.
وفي اعتقادي ان قرار اجراء الامتحان في موعده هو القرار الصحيح رغم أن غالبية أولياء أمور طلاب الثانوية حائرون يبحثون عن طريقة لدعم أبناءهم نفسيا وصحيا بعيدا عن التوتر خلال هذه الفترة ، ونصيحتي لهم أن المبالغة فى حالة الطوارئ قد يكون ضررها أكثر من نفعها.. وهنا أكرر رجائى ندائي لكل مسئول في الدولة ولكل أسرة مصرية وكل أب وولى أمر طالب فى الثانوية لنعتبر جميعا أجواء هذا العام المشحونة بالوباء اختبار جديد لنا نتعلم منه كيف نقضي تماما على بعبع الثانوية العامة مثل كل الدول المتقدمة التي نجحت في القضاء على هذا البعبع ليصبح امتحانا عاديا مثل كل الامتحانات في كل الدنيا.
وزير التعليم يوجه رسالة خاصة لطلبة الثانوية قبل ساعات من الامتحانات
تجنب شرب القهوة واستخدام الهواتف .. نصائح لأداء طلاب الثانوية العامة الامتحانات بدون توتر
شيخ الأزهر لـ طلاب الثانوية : احذروا الخوف والقلق وثِقُوا أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا