متى يجوز الإجهاض وحكم تنظيم النسل.. المفتي يوضح

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إنه لا مانع شرعا من تنظيم النسل أيا كان السبب، سواء لحاجة أو لأمر ضروري أو تحسيني؛ فهذا السبب لا يمنع ولا يتعارض أبدا مع قضاء الله وقدره؛ فالرزق مكفول لكل إنسان، ولكن على الإنسان أن يسعى في تحصيل هذا الرزق، وأن يبذل كل وجه متقن بما يتوافق مع الحياة والواقع.

أوضح مفتي الجمهورية، إن تنظيم النسل لا تأباه نصوص الشريعة وقواعدها قياسا على «العزل» الذي كان معمولا به في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم- كما يجوز للزوجين أن يلتمسا وسيلة من الوسائل المشروعة لتنظيم عملية الإنجاب بصورة مؤقتة إلى أن تتهيأ لهم الظروف المناسبة لاستقبال مولود جديد يتربى في ظروف ملائمة.

وتعجب المفتي من ادعاء البعض بأن الغرض من تنظيم النسل بالمباعدة بين الولادات هو قطع النسل كليا، مؤكدا أن الدولة التي تعالج العقم وتحرص على الرعاية الصحية لكافة أفراد المجتمع وتمنع الإجهاض وتجرمه لا يكون غرضها قطع النسل ومنعه بالكلية.

تصدي دار الإفتاء للفتاوي الشاذة

استعرض شوقي علام، جهود دار الإفتاء المصرية في مجال الحفاظ على الأسرة وعلى استقرارها بتصحيح المفاهيم الخاطئة، إيمانا منها بأهمية الفتوى الرشيدة، لأنها صمام أمان لاستقرار الأسرة، ونشر الوعي الشرعي الكافي بخطر الطلاق وأحكامه، وكل ما يهز كيان الأسرة.

وتابع: الإقتاء تتصدي للفتاوى الشاذة والمتشددة والمفككة للأسر والمجتمعات على الفضاء الإلكتروني. ولعل آخر هذه الجهود إطلاق تطبيق «فتوى برو» لخدمة المسلمين بالدول الأجنبية

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: إن بعض العلماء قديما لم ينظروا للعزل الذي يشبه تنظيم النسل الآن من منظور الفقر أو الحاجة، بل نظروا إليه من منظور تجميلي ورفاهية أو مراعاة لصحة الإنسان.

وأضاف شوقي علام خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج «نظرة» المذاع على قناة صدى البلد، أن الإمام الغزالي في كتابه 'إحياء علوم الدين' يذهب إلى أن العزل بسبب الخوف من حصول المشقة والحرج بكثرة الأولاد والتكاليف ليس منهيًّا عنه شرعًا؛ لأنه من باب النظر في العواقب والأخذ بالأسباب.

وتابع: الدعوة إلى تنظيم النسل لا تتعارض مع دعوة الشرع إلى التكاثر، بل يعد التنظيم وسيلة لإخراج أجيال تأخذ حقها في الرعاية المتكاملة وتنال الاهتمام الكافي؛ مما يؤهلهم إلى تحمل المسؤولية.

النصوص الشرعية

أوضح مفتي الجمهورية، أن أي كثرة ضعيفة لا قيمة لها، ولذا يجب فهم النصوص الشرعية في إطار متكامل وشامل، ولا يصح أن تؤخذ ألفاظ بعض النصوص الصحيحة على ظواهرها وبطريقة فردية دون مراعاة الأدلة الشرعيَّة الأخرى، فهذا مخالف للمنهج العلمي الصحيح.

أكد مفتي الجمهورية، أن الوضع المعاصر تغير لأن الدولة أصبحت مسؤولة عن توفير العديد من المهام والخدمات، ولو ترك الأمر هكذا لأصبحت الدول في حرج شديد؛ ولذا فتنظيم النسل الآن لا يتعارض مع روح الشريعة التي تؤيد تغيُّر الفتوى بتغير الزمان والمكان تحقيقًا لمقاصد الشريعة.

المفتي يكشف متى يحرم إجهاض الجنين وما هي الضرورة الشرعية.. فيديو

تمهيداً لإعدامه.. إحالة أوراق قاتل «خلود» فتاة بورسعيد إلى المفتي