محمد الفقي يكتب: الرادار على الطريق.. عدو أم صديق ؟
الرادار على الطريق عدو أم صديق؟.. سؤال لا يحتاج إلى حيرة فى الرد أو جدال فهو صديق لكل ملتزم وعدو لكل مخالف.. فهذا الجسم الغريب القادم نحونا يحتاج إلى التزام لا أكثر.. فلا تتكبر أو تتعالى أو تستمرئ المخالفة.. فالرادار وإن كان معطلا فهو يذكرنى بخيال المآتة تهاب منه الطيور فالرادار له هيبة على الطريق يشغل كل من يسير بجواره.. فتتهادى عنده السيارات احتراما وإجلالا لهذا المجسم القابع فى أماكن خفية.. استغل واضعوه كل أنواع الحيل لتتفاجأ به وتكون فريسة وضحية للمخالفة وحينها لن ينفع الندم فإن وقعت فلن يعطف عليك أحد عند التجديد.
الرادارات على الطرق أصبحت الشغل الشاغل لكل مالكى السيارات.. وخلال عام أو عامين ستصبح مسار أزمة عند اقتراب موعد تجديد التراخيص للمركبات المسيرة فى الشوارع.. أتوقع الأزمة ستأتى بسبب عدم اعتياد قائدى المركبات على الانتظام فى السير واتباع الارشادات المرورية والالتزام بقوانين المرور.. والمفاجآت ستكون غير مرضية حيث سيتعرض ملاك السيارات إلى غرامات كبيرة، فالأمر أصبح فى حاجة إلى الحذر الشديد وأن يتم التعامل مع الأمر بشكل جاد وتغيير العادات السلبية عند القيادة والتوقف عن عدم المبالاة بالقوانين فالأمر قد يصل إلى حدود لن يستطيع البعض التعاطى معها، ما يترتب عليه عدم القدرة على التجديد للتراخيص بسبب ضخامة قيمة المخالفات.
أعلم جيدا أن الرادار فى مضمونه حماية للمواطن وتنظيم للسير، فهو فى مجمله صديق لنا.. يحميك من شرور الطرق ويحفظ سلامتك لكى تعود إلى أسرتك سالما.. فمال الدنيا لا يغنى أى أسرة عن ذويهم لا قدر الله حال تعرضه إلى حادث مرورى.. وهنا تبرز القيمة الحقيقية للرادار والهدف من تنصيبه على الطرق.
ولكن هناك بعض السلبيات التى تحول الرادار إلى عدو وليس صديقا.. فمع هذه الهجمة الردارية فلا نجد علامات إرشادية من الأساس فى بعض الشوارع والطرق لتضع حدا للسرعات المقررة لتجد نفسك فى ورطة وأنت فى نصف الطريق ولا تعلم ماذا تفعل لأى سرعة تضبط قيادتك.. وهناك أيضا طفرات فى مستوى بعض الطرق والسرعات المقررة أقل بكثير من مستوى الطريق فيرتفع عندك الضغط تلقائيا.
ويتحول الرادار إلى عدو لدود عندما يخترق خصوصية بعض المخالفين ونتفاجأ على بعض صفحات السوشيال ميديا لصور لبعض قائدى المركبات أحسب نشرها مؤثما وفقا للقانون.. لذا يجب التعامل مع هذا الأمر بشىء من الجدية وأن تكون المنظومة المرورية أكثر انضباطا فخصوصيات المواطنين لا يمكن المساس بها.
وأذا أتينا إلى حق التظلم من المخالفات المرورية فقيمته فى بعض الأحيان أكبر من المخالفة نفسها.. وهذا لا يستقيم فيجب أن يكون دون مقابل فلا يجوز أن يكون قيمة التظلم من المخالفة بـ ٥٠ جنيها لمخالفة قد تصل قيمتها إلى ١٠٠ جنيه.
النظام المرورى جيد لا خلاف فى ذلك ولكن المواطن فى حاجة إلى فترة انتقالية يعتاد فيها على هذا النظام الجديد حتى يشعر أن الحكومة تحنو ولا تجنى عليه. الأمر فى حاجة إلى فترة بينية يعتاد فيها المصريون على الوضع الجديد فظنى أن الحكومة لا تريد إلا الإصلاح وتغيير العادات لا فرض غرامات على المواطنين وما اعتاد عليه المواطن لعقود لا يتم تغييره فى يوم وليلة..
فرفقا بأصحاب السيارات وإعطائهم فرصة والقيام بحملات توعوية عبر برامج الراديو الوسيلة الإعلامية الأقرب لقائدى السيارات حول كيفية التعامل مع قوانين المرور خاصة بعد تعميم الرادارات على الطرق بشكل لافت.