مستشفى العباسية تطالب بوقف برنامج «مقالب»: يهدد الصحة النفسية للمصريين
نظرًا للظروف الصعبة الحالية، التي يمر بها العالم أجمع من تفشى وباء فيروس "كورونا"، وحالة القلق والخوف والتوتر المسيطرة على معظم شعوب العالم، وتماشيًا مع التوجيهات الحكومية، بوضع صحة المواطن المصري في الأولوية وتقديم كل الخدمات الطبية المتاحة، للحفاظ على صحة المواطن، وإيمانًا منا بدور الطب النفسي، في رفع الحالة المعنوية، واستقرار الحالة النفسية للمواطن المصري،
أصدرت مستشفى العباسية للصحة النفسية بيانا بشأن برنامج «رامز مجنون رسمي»، الذي يذاع عبر إحدى القنوات الفضائية.
وذكرت المستشفى في بيان «فقد لاحظنا باهتمام برنامج الممثل رامز جلال (رامز مجنون رسمي)، المذاع يوميًا على إحدى القنوات الفضائية الخاصة، ولقد وجدنا أن البرنامج يحمل كثيرًا من العنف والتعذيب والسخرية والاستهانة بالضيوف، والتلذذ بالآلام التي يسببها للآخرين، وممارسة التنمر عليهم، وسط ضحكات مقدم البرنامج، وبما يتنافى مع آدمية الإنسان والإنسانية، التي يجب أن يتعامل الناس بها، مع بعضهم، مما يعد استهانة بالقيم الإنسانية، وتعمد لنشر السلوكيات المرضية، وما تتضمنه من التلذذ بتعذيب الآخرين والحط من كرامتهم الإنسانية».
وتابع «وهذا ما نراه يمثل خطرًا وتهديدًا على الصحة النفسية للمواطن المصري، ومشاهدي البرنامج، كبارًا وصغارًا، متمثلة في النقاط الطبية الآتية:
1) اسم البرنامج (رامز مجنون رسمي) يسيء للمرض النفسي والمريض النفسي، ويزيد من وصمة المرض النفسي والتي تحاول الدولة جاهدة (ممثلة في الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان) في إزالة هذه الوصمة، والتكفل بحماية المريض النفسي وحقوقه المنصوصة في قانون رعاية المريض النفسي رقم 71 لسنة 2009م.
2) وجود تهديدات محتملة على الصحة النفسية للطفل المصري، حيث إن الطفل يميل إلى تعلم سلوكياته بالتقليد، وليس بالأوامر، خاصة الصغير الذى لا يملك القدرة على التمييز، حيث أن الطفل في المرحلة العمرية الابتدائية والإعدادية لا يمتلك القدرة على التجريد (وبالتالي لا يمكنه فهم المغزى الخفي وراء المعنى، وإنما ينساق بسهولة خلف التصرفات الظاهرة للأشخاص)، وهذ يجعله عرضة لعدم الحكم الجيد على الأمور، مما يمثل خطورة على الطفل، لو قام بتقليد السلوك العدواني، والتعذيب والعنف الموجود في البرنامج.
3) ميل العديد من مقدمي هذه النوعية من البرامج إلى بعض الممارسات (والتي قد تعد أعراضاً لاضطرابات نفسية) مثل التباهي بممارسة نفوذهم (النرجسية) وقدرتهم بل واستمتاعهم بقهر الضيوف (التنمر) والتلذذ بالمعاناة والتعذيب للآخرين (السادية)، وهو عامل مؤثر في تغيير سلوك المواطن، ليمارس هذه الأعراض المرضية الخطيرة عن طريق النمذجة (النموذجة) (Modelling) وهى إرسال رسالة للشباب أن هؤلاء الأشخاص وسلوكياتها هي نماذج يحتذى ويقتدى بها، مما يؤدي إلى انتشار هذه الممارسات بين الشباب في المجتمع المصري.
4) السادة الأفاضل ضيوف البرنامج، لهم إحدى احتمالين أولهم: إذا كانوا لا يعلمون مسبقا ما سيحدث أثناء الحلقة، فهذا يمثل احتمالية عالية في ظهور أعراض القلق والتوتر، وكذلك نوبات الخوف والهلع أو اضطراب ما بعد الصدمة، لاحقا، ومنهم أصحاب رسالة إعلامية محترمة، من شأنها أن ترتقي بمشاعر الإنسان، وبعضهم قدوة لكثير من الناس في مختلف المجالات الفنية والرياضية والإعلامية، أو أن يكون الاحتمال الثاني أنهم يعرفون ما سيحدث لهم مسبقًا، وتلك رسالة سلبية شديدة الخطورة لكل أفراد الشعب المصري، وهي أن الغاية (المكتسبات المالية) تبرر الوسيلة (قبول الذل والخضوع وتحقير النفس)، وهذا بالتأكيد لا يمثل الفن والفنان المصري العظيم، صاحب البصمة الإيجابية في جميع الشعوب العربية.
5) إن عرض هذه الأساليب يؤدي إلى خفض حساسية (De-sensitization) المجتمع المصري إلى هذه الممارسات والتطبيع (Normalization) مع هذه السلوكيات مما يؤدي إلى انتشارها كالنار في الهشيم (فنرى هذه التصرفات مصورة منزلياً لعمل تحدي ما على مواقع التواصل الاجتماعي)
6) وجود خطر وشيك من حدوث رابط شرطي للمواطن المصري بين التعذيب بالكهرباء أو بالوسائل الأخرى السادية، في البرنامج، بالمتعة والدعابة والضحك، وهو ما يمثل الحض على سلوك إجرامي وتصويرها بشكل ساخر.
7) مما سبق يتبين لسيادتكم خطورة حدوث ما سبق سيؤدي إلى انتشار السلوكيات المشينة، وارتفاع اضطرابات الشخصية، والاضطرابات النفسية للمواطن المصري، مما يؤدي إلى ضعف الإنتاجية، وتأثر الدخل القومي للبلاد بالسلب.
ومما سبق عرضه من حقائق علمية، وحرصًا منا على الصحة النفسية للمجتمع المصري، وكذلك الذوق العام، والقيم المصرية النبيلة، نلتمس من معالي المستشار النائب العام المصري والمجلس الأعلى للإعلام التدخل الفوري وفتح تحقيق عاجل في الموضوع، وتشكيل لجنة من المجلس القومي للصحة النفسية لدراسة قرار وقف هذا البرنامج ويكون قرارا مرجعيا واستشاري لمواجهة مثل تلك النوعيات من البرنامج وحتي يتسنى لسيادتكم اتخاذ ما يلزم مما من شأنه الحفاظ على الصحة النفسية للمواطن، وكذلك مباديء التربيه والأخلاق. حفظ الله مصر وشعبها العظيم يعتمد