مصر تُفشل المخطط الأمريكى الإسرائيلى

تستعرض سلطات الاحتلال الصهيونى قوتها مدعومة بالولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، فحكومة نيتانياهو تريد فرض سياسة الأمر الواقع على مصر بتهجير ما يقرب من 800 ألف فلسطينى من قطاع غزة إلى سيناء، على أمل توفير الأمن للصهاينة بتفريغ غزة من سكانها، ونقل مايقرب من مليون آخرين إلى دول عربية أخرى. هذا مخططهم دون مواربة، وكما تحدث نيتانياهو مع بداية هذه الأزمة بتغيير خريطة الشرق الأوسط التى تحدثت عنها الولايات المتحدة منذ عام 2006، وماجرى من فوضى فى 2011، وهى المدعومة أمريكيا، وغربيا، وأفشلتها مصر عام 2013، فقرروا إعادة الخطة من جديد بسيناريو مدعوم بجيوشهم، وأسلحتهم المتطورة، وتتحدث وسائل الإعلام العبرية عن العدوان الصهيونى على فلسطين بان هدفه فى النهاية تغيير الشرق الأوسط للأجيال القادمة فى الكيان المستعمر.

ويتساءلون جميعا: لماذا ترفض مصر الإغراءات التى تعرضها الولايات المتحدة، والمجتمع الدولى عليها من مليارات الدولارات لحل أزمتها الاقتصادية الخانقة نظير فتح أراضيها لاستيعاب مئات الآلاف من الشعب الفلسطينى فى سيناء، وفى تقارير نشرت عبر وسائل الإعلام الصهيونية، والأمريكية، أوضحوا مخططهم الشرير بأنه سيتم الضغط على سكان غزة بالعمليات العسكرية، والضغوط الإنسانية من ندرة الطعام، والاحتياجات اليومية مع تنفيذ سياسة الأرض المحروقة، وهو تحويل غزة إلى «خرابة» بتدمير البنية التحتية بالكامل، وتحويلها إلى أنقاض غير صالحة للإقامة، مما يدفع الآلاف من سكانها إلى النزوح الجماعى للحدود المصرية، وتكون مصر أمام سياسة الأمر الواقع، وتقبل بتوطينهم فى سيناء، وتتولى الولايات المتحدة والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبى، تقديم الدعم المالى السخى لمصر.

المؤكد أن مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، خاضت وتخوض معركة سياسية دبلوماسية على مدار الساعة مع جميع الأطراف، لمنع السيناريو الأسوأ، الذى سيكون نقلة فى قمسار الحرب الحالية، وأعلنها الرئيس السيسى خلال قمة «القاهرة للسلام»، أنه لن يكون هناك حل للقضية الفلسطينية على حساب مصر، ولن يحدث ذلك أبدا، لأننا فى مصر نعلم ما يريده الغرب وإسرائيل من هذا العدوان والإبادة للشعب الفلسطينى لكى يترك أرضه لسلطات الاحتلال، وبالطبع موقف الرئيس السيسى، القوى، دفع الإعلام الموجه من المخابرات الأمريكية، والبريطانية والموساد ليشن هجوما لاذعا على الرئيس السيسى، وقالت وكالة «رويترز»: الرئيس يرفض صفقة القرن حتى بعد تعديلها، بينما ذهبت «واشنطن بوست» للقول إن مصر ليست صديقة للولايات المتحدة، أما «نيويورك تايمز» فتقول: مصر حليف سيئ، ومنهم من رأى أن الرئيس السيسى يمثل نفس الخطر الذى مثله الرئيس عبدالناصر، فهو بطل شعبى يتمتع بأغلبية كاسحة، وشخصية محبوبة، وذهبوا فى التحليلات الغربية للقول إن الرئيس السيسى، يمثل تهديدا للمخطط الأمريكى الإسرائيلى فيما يتعلق بحل أزمة غزة على حساب الأراضى المصرية فى سيناء، مما دفعهم للعمل مع الاتحاد الأوروبى للضغط على مصر، فى كل الاتجاهات من أجل سقوطها، لدورها المعطل فى نجاح توطين سكان غزة فى سيناء، وهو الهدف الاستراتيجى للولايات المتحدة وإسرائيل.

وموقف مصر مُعلن وواضح ولا تقبل التهديدات، ولن تسمح بتوريطها فى الصراعات، لكنها مستعدة، وجاهزة للدفاع عن أمنها القومى، ولن تكون سيناء هى مفتاح الحل أو الوطن البديل، لأن الشعب الفلسطينى متمسك بأراضيه، ولن يتخلى عنها رغم حملة الإبادة الصهيونية المدعومة أمريكيا وغربيا، وستواجه مصر كل الضغوط عليها، وستنجح فى معركتها السياسية والدبلوماسية، وسيظل العدو، هو نفسه عدونا الرئيسى رغم معاهدة السلام.

نقلا عن صحيفة الأهرام