من «يا أكتر واحدة فهماني» إلى «التخلص منها».. القصة الكاملة لإدانة قاتلة والدتها في بورسعيد بالإعدام

قبل نحو 4 أشهر من اليوم، كانت أسرة المواطن خليل محمد، التاجر البورسعيدي، تعيش واحدة من أجمل لياليها بخطبة ابنتها نورهان، 20 عاماً تلك الليلة التي جمعت الأم وابنتها فيها فقرة غنائية تبادلا فيها الأحضان فرحاً على أغنية «بحبك حب رباني .. يا أكتر واحدة فهماني» للمطربة أصالة.

ولم تمر على تلك الليلة سوى 3 شهور حتى انقلبت أفراح الأسرة الصغيرة إلى جراح غائرة، بعدما عثرت الأسرة على جثة الأم مقتولة داخل مسكنهم في بورسعيد، واتهمت الأبنة نورهان بمساعدة شخص آخر (قاصر) بقتلها.

ويرصد «موقع قناة صدى البلد» في هذا التقرير، القصة الكاملة للحادث المأساوي، الذي طويت محكمة جنايات بورسعيد، اليوم، أحد صفحاته بتوقيعها حكماً بالإعدام على الإبنة المتهمة.

كيف تمت الجريمة الشنعاء

فمن جانبها كشفت النيابة العامة ملابسات الجريمة، مؤكدة أن المتهمة وشريكها قتلا السيدة بعصا خشبية مُثبَّت فيها مسامير، ومطرقةٍ وماءٍ مغلًى وسكينٍ وكأسٍ زجاجيّةٍ مكسورة، محدثيْن بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية التي أودت بحياتها.

وأضافت النيابة العامة أن المتهمين خطّطا لجريمتهما وتحيّنا يومًا لتنفيذ المخطط. وبدأ تنفيذ المخطط بتمكين المتهمةُ عشيقها (الطفلَ) من دخول البيت خِلسةً أثناء نوم والدتها المجني عليها، فظفرا بها وقتلاها، ثم سرقا هاتفها المحمول وحاولا إخفاء آثار الجريمة.

وأيّد تقرير مصلحة الطب الشرعي في نتيجته وبيان أسباب وكيفية وفاة المجني عليها الصورةَ النهائيةَ التي انتهت إليها التحقيقات.

تحقيقات النيابة تكشف تفاصيل المخطط الآثم

وفي 22 ديسمبر الماضي، أمر المستشار حمادة الصاوي النائب العام بإحالة فتاة إلى محكمة الجنايات، وإحالة طفلٍ للمحاكمة؛ لمعاقبتها عما أُسند إليهما من ارتكابهما جريمة قتل والدة المتهمة عمدًا مع سبق الإصرار، إذ بيّتا النية وعقدا العزم على قتلها؛ حتى لا تفضح أمر علاقتهما الآثمة التي أحاطت بها، فقتلاها بعصًا خشبية مُثبَّت فيها مسامير، ومطرقةٍ وماءٍ مغلًى وسكينٍ وكأسٍ زجاجيّةٍ مكسورة، محدثيْن بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية التي أودت بحياتها؛ وذلك بعدما خطّطا لجريمتهما وتحيّنا يومًا لتنفيذ المخطط، مكنت المتهمةُ فيه الطفلَ المتهم من دخول البيت خِلسةً أثناء نوم والدتها المجني عليها، فظفرا بها وقتلاها، ثم سرقا هاتفها المحمول وحاولا إخفاء آثار الجريمة.

وأقامت النيابة الدليل قِبَل المتهميْن من إقراراتهما التفصيلية بكيفية تخطيطهما للجريمة وارتكابها، والمحاكاة التصويرية التي أجرياها أمام النيابة العامة لذلك، وكذا مما ثبت من شهادة عددٍ من الشهود، وما أسفرت عنه تحريات الشرطة وشهد به مُجريها في التحقيقات، وما أسفر عنه الفحص الفني للملابس المعثور عليها بمسرح الواقعة الخاصة بالمتهم؛ من تطابق البصمة الوراثية للدماء الملطخة بها مع مثيلتها الخاصة بالمجني عليها، وما تبيّن من فحص هواتف المتهميْن وهاتف المجني عليها الذي استخدمته المتهمة يوم الواقعة؛ من وجود محادثات بين المتهميْن منها ما سُجِّل صوتيًّا وأقر به المتهمان، والتي دلت صراحة على اتفاقهما على ارتكاب الجريمة، كما ضبطت النيابة العامة بإرشاد الطفل المتهم الأدوات التي استخدمها والمتهمة في ارتكاب الجريمة، وقد أيّد تقرير مصلحة الطب الشرعي في نتيجته وبيان أسباب وكيفية وفاة المجني عليها الصورةَ النهائيةَ التي انتهت إليها التحقيقات.

جمعهما الشيطان وفرقتهما المحاكم

وعلى عكس سير الأمور خلال الأيام التي سبقت الجريمة وأثناء ارتكابها، والتي جمعت المتهمين معاً، فقدر فرقتهما سبل المحاكمة، ففي الوقت الذي أحيلت فيه نورهان نجلة المجني عليها إلى محكمة الجنايات أحيل شريكها المتهم في ذات القضية إلى محكمة أخرى مختلفة تماماً وهي محكمة جنايات الأحداث في بورسعيد، وذلك لكونه لم يتجاوز سنه 15 عاماً، ومن ثم فإنه يظل من وجهة نظر القانون طفلاً لا تجوز محاكمته أمام محاكم الجنايات.

وكانت محكمة الطفل ببورسعيد، برئاسة المستشار محمد إبراهيم السيد، نظرت القضية 21 لسنة 2022 بورفؤاد ثاني؛ وقررت إيداع المتهم 'حسين م.' (15 سنة)، المتهم بقتل 'داليا ال.' (42 سنة)، أم عشيقته نورهان (20 سنة)، عمدا مع سبق الإصرار، بمؤسسة عقابية.

الإعدام للإبنه رغم محاولة والدها إنقاذ رقبتها

وبجلسة اليوم، قضت محكمة جنايات بور سعيد، برئاسة المستشار السيد عبد العزيز، بإعدام نورهان خليل، المتهمة بإنهاء حياة والدتها بمساعدة آخر قاصر.

ولم تسفر محاولات والد المتهمة لتخفيف الحكم الموقع عليها، عن إقناع المحكمة بالعدول عن تثبيت حكم الإعدام عليها، حيث أعنلت محاميتها هايدي الفضالي، صباح اليوم أنها قدمت لـ محكمة الجنايات طلباً محرراً من والد المتهمة بالتنازل عن الحق المدني في القضية، مستهدفين تخفيف حكم الإعدام الصادر بحقها.

وقال والد المتهمة في تصريحات للمراسلين الصحفيين: «قررت التنازل عن حقي في الدعوى، كفاية خسرت مراتي، مش عايز أخسر بنتي كمان».

 

تفاصيل جلسة محاكمة الطفل عشيق قاتلة والدتها.. ومحامي المتهم: الابنة هي المتهمة الأساسية

إيداع عشيق قاتلة والدتها ببورسعيد بإحدى المؤسسات العقابية التابعة لدور الرعاية

سبب غياب العشيق.. 5 مشاهد من محاكمة المتهمة بإنهاء حياة والدتها ببور سعيد (صور خاصة)

النيابة العامة عن المتهمة بقتل والدتها في بورسعيد: «أعدموها .. فلا تأخذكم بها رحمة»

قاتلة أمها في بورسعيد.. 5 مشاهد من الجريمة: بداية الخيط ملابس الطفل المتهم