مرصد الأزهر يستعرض أبرز الظواهر السلبية التي تعاني منها المدارس
أعلن مرصد الأزهر أنه في السنوات الأخيرة برزت ظواهر سلبية داخل بعض المؤسسات التعليمية تمسّ صورة المعلم وقدوة التلاميذ، مثل العنف اللفظي والجسدي، التحرش، الاستهزاء، التنمر، أو التمييز بين الطلاب.
ولا تقتصر هذه السلوكيات على الإضرار بالطفل نفسيًّا ودراسيًّا فحسب، بل تزعزع الثقة في المدرسة بوصفها مؤسسة تربوية يفترض أن تكون نموذجًا للقدوة والاحترام.
وبدلًا من أن تكون المدارس مؤسسات تربوية وتعليمية تربي الأطفال وتعلمهم، تصبح ساحات لانعدام التربية وممارسة الأفعال الخادشة للحياء.
ولا يخفى على أحد أن البيئة التعليمية في السنوات الأخيرة شهدت ظواهر مشينة كادت أن تعصف برسالتها وتهدد جوهرها السامي، فما بين التنمر والعنف والانتهاكات الجنسية، تراجع تصنيف المدارس كبيئة آمنة ومناخ صحي. وفيما يلي أبرز الظواهر السلبية التي تعاني منها المدارس حاليًا:
1- التحرش
تُعد المدرسة الملاذ الثاني بعد الأسرة الذي يلجأ إليه التلاميذ لتعلم القيم والأخلاق والمعرفة وتنمية المهارات. ولكن هذه البيئة ليست دائمًا خالية من المشاكل، إذ توجد مجموعة من الظواهر السلبية التي تؤثر على التلاميذ نفسيًّا وتعليميًّا واجتماعيًّا، وأبرزها ظاهرة التحرش.
ويكون التحرش أشد خطورة عندما يصدر من المعلم، المفترض أن يكون قدوة أخلاقية للتلاميذ. فالتحرش ليس تصرفًا عابرًا، بل سلوك غير سوي قد يتحول إلى عادة لدى الفاعل، ويسبب أضرارًا نفسية بالغة للضحايا، خاصة إذا كانوا صغار السن أو في موضع لا يسمح لهم بالاعتراض، ما قد يؤدي إلى كره المدرسة أو الانعزال الاجتماعي.
2- العنف المدرسي
ظاهرة العنف المدرسي، سواء بين الطلاب أو بين المعلمين والطلاب، تُعدّ من أخطر المشكلات التعليمية والمجتمعية. ويندرج تحت العنف كل فعل أو قول يسبب ضررًا نفسيًّا أو جسديًّا أو اجتماعيًّا لطرف آخر داخل المدرسة.
صور العنف المدرسي:
-
العنف بين الطلاب: يشمل التنمر الجسدي، اللفظي، أو الإلكتروني. وقد يؤدي إلى خلق بيئة مدرسية غير آمنة، الانطواء، الاكتئاب، أو التفكير في إيذاء النفس.
-
العنف بين المعلمين والطلاب: قد يتمثل في العقاب البدني، التوبيخ اللفظي، التجاهل، أو الإهمال. وفي بعض الحالات، قد يعتدي الطلاب على معلميهم، مما يضعف العلاقة ويؤثر على النظام التعليمي.
أضرار العنف النفسية والجسدية
يترك العنف آثارًا نفسية وجسدية واجتماعية، مثل تدمير ثقة الطالب بنفسه، الاكتئاب، التوتر، اضطرابات النوم، والإصابات الجسدية، وقد ينعكس على العلاقات الاجتماعية للطلاب.
3- أهمية تأهيل المدرسين
يعد تأهيل المعلمين أخلاقيًّا ونفسيًّا وتربويًّا قبل انضمامهم للمدرسة أساسًا لضمان بيئة تعليمية سليمة. ويجب أن يشمل التأهيل:
-
التدريب النفسي والتربوي على التعامل مع التلاميذ.
-
تدريب دوري على التعامل التربوي بعيدًا عن العنف والسلوكيات السلبية.
-
محاسبة صارمة لأي سلوك غير أخلاقي.
-
توفير بيئة داعمة للمعلمين للحد من الأخطاء بسبب ضغوط العمل.
4- دور الأسرة
للتغلب على الظواهر السلبية، يجب على الأسرة:
-
الإصغاء والتصديق للطفل عند الإبلاغ عن أي مشكلة.
-
تقديم الدعم النفسي والشعور بالأمان.
-
التواصل مع المدرسة بشكل مباشر واتخاذ الإجراءات القانونية عند الحاجة.
-
تعليم الطفل حقوقه وحدود التعامل السليم مع الآخرين.
5- دور المدرسة
تتحمل المدرسة مسؤولية الوقاية والمعالجة من خلال:
-
تفعيل برامج توعية حول السلوكيات الآمنة.
-
وجود مرشدين نفسيين واجتماعيين لمتابعة التلاميذ.
-
وضع لوائح صارمة ضد أي اعتداء أو مضايقة.
-
تدريب المعلمين على اكتشاف العلامات المبكرة للاضطرابات السلوكية.
-
مراقبة البيئة التعليمية بشدة لضمان حماية الطلاب.
6- دور المجتمع
حماية الأطفال مسؤولية مجتمعية، وتشمل:
-
كشف الانتهاكات عبر الإعلام ومنصات التواصل.
-
دعم الضحايا لتعزيز ثقتهم في المطالبة بحقوقهم.
-
المطالبة بالإصلاح وتشديد الرقابة على المدارس.
تابعوا قناة صدى البلد على تطبيق نبض