«إحرام الكعبة» عادة منذ صدر الإسلام هل تغيب بسبب كورونا هذا العام ؟

ناجى أبو مغنم 12 يوليو 2020 | 04:16 مساءً

لا يزال فيروس كورونا يلقى بظلاله على العديد من الطقوس والعادات الدينية، فبعد أن تسبب فى إغلاق المساجد ودور العبادة بمختلف دول العالم طوال قرابة الثلاثة اشهر، حى تم إغلاق أبواب الحرمين الشريفين أمام المصلين، وتعليق العمرة والزيارة ، وتعليق صلاة الجمعة حتى يومنا هذا فى العديد من الدول، وإلغاء تنظيم الحج بصورته المعتادة التى كانت تستقبل فيه المملكة العربية السعودية الملايين من ضيوف الرحمن، لتصدر قرارا هذا العام ليقتصر على 10 آلاف حاج من المقيمين بالسعودية، فى ظل إجراءات احترازية ووقائية قوية، و خطة استثنائية لتنفيذ حج 1441 لحماية ضيوف الرحمن ومنع تفشى الفيروس القاتل بينهم.

إحرام الكعبة

وعلى مايبدو أن كورونا قد يتسبب في إختفاء «إحرام الكعبة» وهى العادة التى عرفت منذ صدر الإسلام لترفع الكسوة صونا لها للمحافظة عليها من التمزيق بسبب تعلق الطائفين بها أو من يريد العبث بجزء منها، أثناء موسم الحج، وكانت تتم فى منتصف شهر ذي القعدة ويستمر إحرام الكعبة المشرفة الى صبيحة التاسع من ذى الحجة موعد تغيير كسوة الكعبة المشرفة، لتستقبل الكعبة الطائفين فى حلتها الجديدة أول أيام عيد الاضحى.

وهذه العادة المعروفة بـ إحرام الكعبة يتم خلالها تشمير أستارها من الشاذروان وهى القاعدة الرخامية إلى ارتفاع نحو ثلاثة أمتار تقريبا من جميع الجهات الأربع للكعبة المشرفة ليظهر بياض بطانتها الداخلية، ليتم رفع الجزء السفلي من كسوة الكعبة المشرفة بمقدار 3 أمتار تقريبا وتتم تغطية الجزء المرفوع بإزار من القماش القطني الأبيض بعرض مترين تقريبا من الجهات الأربع، جريا على العادة السنوية

وعلى الرغم من مرور أكثر من 20 يوما من شهر ذى القعدة، إلا أن رئاسة الحرمين الشريفين لم تعلن أو تشرع فى «إحرام الكعبة»، وهو مايشير إلى تجاه لعدم تنفيذ تلك العادة موسم الحج الحالى، خاصة فى ظل الإجراءات الوقائية الصارمة التى اتخذتها السعودية للوقاية من كورونا خلال الحج ، والتى أعلن عنها منذ أيام وشملت عدم السماحة بلمس الكعبة المشرفة أو الحجر الأسود أو تقبيله، ووضع حواجز ومشرفين لمنع الاقتراب من الكعبة أو مقام إبراهيم عليه السلام، وهو مايعنى عدم الحاجة لـ «إحرام الكعبة» فى موسم الحج 1441 .

التبجيل والتشريف

وتعد كسوة الكعبة المشرفة من أهم مظاهر التبجيل والتشريف لبيت الله الحرام، ويرتبط تاريخ المسلمين بكسوة الكعبة المشرفة وصناعتها حيث برع فيها أكبر فناني العالم الإسلامي، وتسابقوا لنيل هذا الشرف العظيم, وهي كساء من الحرير الأسود المنقوش عليه آيات من القرآن من ماء الذهب، تكسى به الكعبة ويتم تغييرها مرة في السنة ، صبيحة يوم عرفة.

وتأتي الحكمة من كسوة الكعبة أنها شعيرة إسلامية ، وهي اتباع لما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام من بعده، فقد ورد أنه بعد فتح مكة في العام التاسع الهجري كسا الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع الكعبة بالثياب اليمانية وكانت نفقاتها من بيت مال المسلمين .

معايير صحية للحجاج

وأعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية أن المعايير الصحية هي المحدد الرئيسي لاختيار حجاج موسم حج عام 1441، والذى تقرر أن تكون نسبة السعوديين فيه 30% من إجمالي الحجاج ،ويتم اختيارهم من الممارسين الصحيين ورجال الأمن المتعافين من فيروس كورونا تقديراً لجهودهم فى مواجهة الجائحة ، فى حين تكون نسبة الـ 70% من المقيمين بالمملكة، ويتم اختيارهم إلكترونياً.

وحددت وزارة الصحة السعودية شروطا ومعايير طبية لاختيار الحجاج من المقيمين ، بتم تحديد أعمارهم ما بين 20 إلى 50 سنة، ولايعانون من أمراض مزمنة، و لم يسبق لهم أداء الفريضة، مع تعهدهم بالالتزام بمدة الحجر التي تقررها وزارة الصحة قبل وبعد أداء الشعيرة، وتقديم شهادة فحص PCR.

إجراءات وقائية

وشملت الإجراءات الوقائية التى حددتها المملكة جدولة تفويج الحجاج إلى صحن الطواف، بما يضمن مسافة متر ونصف المتر على الأقل بين كل شخص وآخر وقياس درجة الحرارة لجميع القائمين على مسار الحج، بالإضافة إلى تزويد الحجاج بحصى يتم تعقيمها مسبقاً ووضعها أو تغليفها بأكياس مغلقة، وتوزيع الحجاج على الخيام فى منى وعرفة بحيث لا يزيد عددهم عن 10 حجاج لكل 50 مترا مربعا من مساحة الخيام.

كما تقرر ألا يتجاوز عدد الركاب داخل الحافلة طوال مدة الرحلة عن 50 % من إجمالي الطاقة الاستيعابية ، وترك مقعد فارغ على الأقل بين كل راكب والآخر.

السعودية تعلن الإجراءات الوقائية لـ«الحج»: تعقيم الجمرات ومنع لمس الكعبة والتباعد مترًا ونصف بالطواف

السعودية: إخضاع الحجاج لحجر صحي منزلي 14 يوما بعد المناسك

ضمن الاستعداد لموسم الحج .. «البيئة السعودية» تبدأ فحص الأغنام الواردة لـ مكة

https://www.youtube.com/watch?v=0t_kp5eTkfQ

إحرام الكعبة