إلهام أبو الفتح تكتب.. متى تنتهى حمى الثانوية العامة!
هناك كابوس فى الأسرة المصرية منذ سنوات طويلة اسمه كابوس الثانوية العامة تعاقب عليه وزراء التعليم واحداً تلو الآخر ومرت السنوات والكابوس يزداد رعباً، وكل وزير يعد بانتهائه ولا ينته.. وأمنيتى أن يحمل هذا العام بشائر انتهائه والخلاص منه ، خاصة بعد ماعشناه هذا العام من أجواء من الشائعات والترقب والانتظار، فلا ينافس حرارة الجو ونسبة الرطوبة القياسية هذا العام إلا إعصار الشائعات الذى يجتاح كل بيت مصرى.. حيث نعيش اليوم زوبعة يثور فيها الجدل والنقاش والتسريبات على السوشيال ميديا حول تسريبات النجاح ونتائج الثانوية العامة، طبعاً حملت الزوبعة نتائج وهمية حول كليات القمة وتضاؤل فرص الطلاب فى الالتحاق بالجامعات، وأسماء الأوائل وأرقام الدرجات، التى انفقت فى نفيها الوزارة ساعات طويلة وأصرت حتى تم الإعلان الرسمى للنتيجة بواسطة وزير التعليم بنفسه ظهرأمس، وأثبتت الحقائق التى أعلنها أن ما تم تسريبه كان محض خيال من اختراع عقول تتلاعب بالسوشيال ميديا!
والآن .. لا أملك إلا الدعاء أن يرحمنا الله من هذه الدوامة التى لا ترحم، لعل المخرج والحقيقة الوحيدة أن التصحيح تم بطريقة علمية إلكترونية آمنة ،كما أعلن الدكتور طارق شوقى منع وقوع أى خطأ بشرى ، وثبت أن الضمان الوحيد لراحة الأسرة المصرية هو ما سمعته من الرئيس بنفسه قبل يومين، والذى اختار أن يعلنه خلال إفطار أسرى أقيم على هامش افتتاحه أربع مدن إسكان اجتماعى يجرى تسليمها «ع المفتاح»، فأكدت أن ما يعلنه الرئيس حقائق مؤكدة على أرض الواقع وليس تصورات لخطط ، وحملت تطمينات من الرئيس لأبنائه الطلاب الذين تهرسهم حمى الشائعات وجنون التسابق الخيالى للمجاميع، لكنها تكسرت حين قال الرئيس: «حرصنا على أن يهدف التطوير إلى تحسين العملية التعليمية وليس هدم مستقبل أولادنا».. ووضعت كلمة الرئيس حداً للجدل والمخاوف التى انتشرت حول انخفاض نسب القبول بكليات القمة حين تساءل الرئيس: «كيف للمجتمع أن يتصور أن الدولة ممكن تعمل حاجة ضد مصلحة ناسها، إحنا بناخد أعلى الدرجات فى كلية الطب ولو الدرجات دى انخفضت مش معناه أنه ليس له مكان.. لأ.. له مكان..
فالطالب لو جاب ٩٠ هيدخل طب.. إحنا بناخد أعلى درجات، ولو قلت الدرجات مش معناه إنه ملوش مكان، بل له مكان، والدكتور طارق شوقى ومعه وزير التعليم العالى هيتكلموا فى الموضوع!
ومن الآن على كل أسرة أن تتنفس بهدوء.. بعد أن كشفت مؤشرات المجاميع فى الثانوية العامة الاتجاه إلى الواقعية، فهى أقل من العام الماضي، لكن النتيجة لن تكون بأى حال من الأحوال مقلقة، وتعكس الميكنة الإلكترونية التى تمت بها عملية تصحيح أوراق إجابات امتحانات الثانوية العامة بصورة منتظمة ومنضبطة لأول مرة، رغم كل الظروف التى مر بها المجتمع وفرضته جائحة كورونا على العالم كله، وحجمنا تدخل العنصر البشري، وتجنبنا كماً هائلاً من الأخطاء أثناء رصد وتجميع الدرجات ،والنظام الجديد لم يمنع بالطبع حصول بعض الطلاب على الدرجات النهائية فى بعض المواد، ليظهر مستوى الطلاب الحقيقى أثناء إعلان نتيجة الثانوية العامة فى سباق المجاميع.
والنتيجة باختصار.. أهلا بالواقعية لكن تبقى التمنيات أن تنهى إلى الأبد حكاية البداية من الصفر مع كل وزير جديد يهدم ثم يبنى نظامه الخاص نتمنى أن تكون هذه العقلية قد انتهت أمس إلى الأبد وبدأنا نظامنا الثابت المستقر للثانوية ولنتائجها والتنسيق الإلكترونى الخال من التلاعب والأخطاء والذى ينظم عمليات وشروط الالتحاق بكليات القمة وغيرها من الكليات، وتكون بداية عهد جديد ينسف ما اعتدنا عليه خلال عقود وسنوات من حمى الثانوية والمجاميع وحرب النجوم على القمة والجامعات الخاصة والأهلية، فقد آن الأوان فى الجمهورية الجديدة أن نكون أكثر واقعية وأكثر ثقة ونحن نرى المستقبل مشرقاً بالأمل بين أيادينا!
إلهام أبو الفتح تكتب: الجو نار.. والفيضانات تغرق العالم
إلهام أبو الفتح تكتب: هل يتحرك العالم لمواجهة الفيضانات الغاضبة ؟