بليغ حمدي.. أسرار الهروب من أم كلثوم وقصة حبه الأسطورية مع وردة وكواليس أغنية النصر

يظل اسم الموسيقار بليغ حمدي حاضرًا في ذاكرة الغناء العربي رغم مرور 32 عامًا على رحيله، فهو المبدع الذي ارتبطت ألحانه بتاريخ عمالقة الطرب، وعلى رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم، كما صنع مع زوجته الفنانة وردة الجزائرية قصة حب من نوع خاص تحولت إلى أسطورة فنية وإنسانية.

الهروب من كوكب الشرق

علاقة بليغ حمدي وأم كلثوم كانت مليئة بالمحطات الفارقة، أبرزها واقعة هروبه إلى بيروت خلال بروفات أغنية 'ألف ليلة وليلة'.

عندما تأخر عن موعده في منزل كوكب الشرق، قيل وقتها إنه مشغول بركن السيارة، لكنه في الحقيقة كان قد غادر إلى لبنان ليعيد صياغة اللحن وفق رؤيته، ورغم القلق الذي أثاره غيابه، تفهمت أم كلثوم الموقف، مؤكدة أنها تعرف أن حرصه على الجودة قد يدفعه لمثل هذه المغامرات.

بليغ حمدي وام كلثوم

أغنية النصر

أما على الجانب الوطني، فقد سجل بليغ حمدي موقفًا لا يُمحى يوم 6 أكتوبر 1973، حين توجه إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون برفقة وردة والشاعر عبدالرحيم منصور، مطالبًا بتقديم أغنية جديدة للحرب.

ورغم اعتراض الأمن على دخولهما، أصر بليغ قائلاً: 'هأعمل محضر فيكم إنكم رافضين تخلوني أغني لبلدي'.

وبفضل تصميمه، وبتوقيع منه بتحمل التكاليف، خرجت للنور أغنية 'بسم الله' التي ارتبطت بانتصار أكتوبر وصارت من علامات الغناء الوطني.

علاقة بليغ ووردة

أما علاقته بوردة الجزائرية فبدأت منذ الخمسينيات، حين سمعت أغنية 'تخونوه' لعبدالحليم حافظ وأبدت إعجابها باللحن قائلة لصديقتها: 'أنا هدور على الملحن ده واحتمال أتجوزه'.

وبعد سنوات جمعتهما الأقدار، وكان لقاؤهما الأول في منزل عازف الكمان أنور منسي أثناء التحضير لفيلم 'ألمظ وعبده الحامولي'.

بليغ حمدي ووردة

ومنذ أن غنت وردة 'أحبك فوق ما تتصور' لبليغ، وُلدت بينهما قصة حب كبرى واجهت رفضًا عائليًا في البداية، لكنها تحولت فيما بعد إلى زواج أثمر تعاونًا فنيا من أعذب ما عُرف في الغناء العربي.

وفي لقاء نادر مع الإعلامي وجدي الحكيم، تحدث بليغ عن عدم تلحينه لمطربات أخريات عقب زواجه من وردة، مؤكدًا أن الأمر لم يكن من جانبه، بل بسبب اعتقاد الوسط الفني أن زواجه سيجعله يحصر ألحانه لزوجته فقط، لكنه شدد على أن المستقبل سيحمل تعاونات واسعة مع مختلف الأصوات.

بليغ حمدي احب صوت أنغام والهضبة

الموسيقار الكبير كان له أيضًا رؤية خاصة في دعم الأجيال الجديدة، إذ صرح قبل وفاته أنه يرفض مهاجمة الشباب، مشيرًا إلى إعجابه بأصوات مثل عمرو دياب وأنغام، وتأكيده أن مصر ستظل قادرة على تقديم مواهب أعظم من أي جيل مضى.

وفي حوار صحفي نادر، كشف أنه لو لم يكن ملحنًا لاختار أن يكون ناقدًا فنيًا أو كاتبًا قصصيًا، معترفًا بحبه الكبير لأسلوب أسمهان متمنيًا أن لو لحن لها.

بليغ حمدي بليغ حمدي

رحل بليغ حمدي، لكنه ترك إرثًا موسيقيًا خالدًا، من ألحان أم كلثوم وعبدالحليم ووردة وشادية، إلى الأغاني الوطنية التي خلدت لحظات فارقة في تاريخ مصر.

ولا تزال ألحانه تعيش في وجدان كل محب للموسيقى العربية الأصيلة، شاهدة على عبقرية موسيقار استثنائي لم يتكرر.