فاتن عبد المعبود تكتب.. ليس ترفا
يقول التاريخ ان الامم لا تنتصر ولا تتقدم بفضل قوتها العسكرية او امتلاك التكنولوجيا المتفوقة او الموارد والاقتصاد القوى فقط إذ إن الفارق الحقيقي لا يتمثل بالقوة العسكرية أو الاقتصادية فحسب ، بل بالميزات التي يتسم بها المجتمع،الخصائص الكامنة في الأمة والتي تولد الاقتصاد ،والابتكار، والإنتاج، والتماسك الاجتماعي والإرادة الوطنية.
ان الخصائص الوطنية التي تتضمن وجود طموح وطني قوي، وثقافه ووعى وعقيده وطنية ،والتكيف مع الصعاب ،وإرادة التغلب عليها هى الوصفة السحرية للتقدم .
ان ما حدث فى مصر خلال السنوات الماضية لم يكن ترفا ولا رفاهية ،وإنما كان متطلبات رئيسية بديهية هامة جدا اذا لا يجوز البناء على سراب او ضعف ،فابسط الاحتياجات هى بنية تحتية قوية .
الطرق والأدوات والسياسيات والاستراتيجيات كثيرة ومتعددة والاهم هو معدلات التنفيذ وفى اعتقادى ان مصر استطاعت فى فتره وجيزة تنفيذ معدلات ممتازة
فمن منا لا يحتاج الى طرق وكبارى حتى يستطيع الذهاب والإياب بيسر وسرعة ،و نتجنب حوادث الطرق التى راح ضحيتها اعداد كبيرة .
و فى ظل التغيرات المناخية والتصحر وندرة المياه وما تحاول الدول عمله من اقامه سدود وغيره ، الم نكن فى حاجه لتبطين الترع ،وإنشاء محطات معالجه ،وتحلية المياه لتوفير احتياجاتنا منها .
هل نحن لسنا فى حاجه للكهرباء ،ووجود محطات جديده بدلا من تلك المتهالكة ،الم نكن فى حاجه الى مستشفيات جديدة بدلا مما نعانيه ولا زلنا نطمع فى اعداد اكبر .
الم نكن فى حاجه الى مبادرة ١٠٠ مليون صحة ،والقضاء على فيروس سى فكم أفقدنا عزيز وغالى ! الم نكن فى حاجة الى استصلاح أراضى زراعية بديلا لما فقدناه ،وصوامع غلال ، ومزارع سمكية ترفع الاحتياطى الاستيراتيجى للسلع بدلا من شهر واثنين الى ستة اشهر .وكم كانت حاجاتنا الى ازالة المناطق العشوائية التى اكتفينا لزمن طويل بالندب والعويل والصعبنيات على كيف يحيا هولاء الناس بطريقه مهينة .
من منا لم يحلم ويشعر بالحسرة حينما يسافر الى اى بلد فى العالم ليرى فيها ما هو ليس موجود لدينا ويتمنى ان يصبح هذا فى مصر .
لا ينكر احد حجم المعاناة والمشاكل التى نواجهها نحن المواطنين ،ومازال لدينا احلام كثيرة نتمنى تحقيقها، لكن اقل درجه من الحكمة تدعونا ان نكون رحماء بانفسنا وان نقيم الوضع بشكل صحيح .
بعض من خرج فى ٢٥ يناير لم يكن يعلم ان مصر على حافة الهاوية ،والبعض الاخر كان يتمنى لها السقوط بدعوى (نهدها ونرجع نبنيها )، ولكنها إرادة الله ان تبقي ،وان نظل نحن فى وطننا اعزاء كرماء حتى وان كانت لدينا تحديات ،نتكاتف من اجل حلها ،والتغلب عليها .
اللهم ثبت قلوبنا وعقولنا على طاعتك ،وألهمنا الصواب لما فيه الخير لبلادنا ،وانر بصيرتنا يا الله حتى لا يفرقنا ويشتتنا من يريد بِنَا شرا .