لماذا شيكابالا؟!
فصل جديد من الفصول «البايخة» التي لا نرغب في رؤيتها، بين شيكابالا قائد الزمالك وجمهور النادي الأهلي، عندما تجدد الصدام الذي لم ينتهِ بعد، في مباراة القمة 122 ليلة أمس الإثنين، حيث أشار اللاعب على حذائه ردًا على سخرية جمهور الأهلي منه.
أزمات شيكابالا وجمهور الأهلي بدأت وقد لا تنتهي، طالما لم يبادر أي من الطرفين بالسكوت والتغاضي عن مثل هذه التصرفات غير الأخلاقية، لتستمر المناوشات بينهما والتي بدأت منذ عام 2007 أي قبل 14 عامًا من الآن، عندما قرر شيكابالا رفع حذائه في وجه جماهير الأهلي التي وجهت له السباب.
قد لا يراني البعض منصفًا، ولكن لماذا شيكابالا، الذي دائمًا ما يتعرض لمثل هذه الإهانات من جانب جمهور النادي المنافس، دونًا عن بقية اللاعبين زملائه في الفريق، قد يكون السبب كونه نجم الزمالك الأول وقائده، إلا أنه غير كافيًا لاستمرار هذه العداوة التي طال عمرها لـ14 عامًا.
شيكابالا أخطأ عندما انجرف بالرد على إساءة الجمهور له، فمن الطبيعي لاعب بحجم وإمكانيات وقيمة شيكابالا، أن يكون مستفزًا بمهاراته وأهدافه لجمهور الفريق المنافس، لذلك عادة ما يتعرض النجوم لإساءة وسب وقذف وهو متعارف عليه في كل ملاعب العالم، على الرغم من أن هذا ليس مبررًا للإساءة على الإطلاق، إلا أن ضريبة النجاح والشهرة أن يكون لها أعداء مثلما تواجد الداعمين والمؤيدين والمدافعين أيضًا.
شيكابالا ليس أول من يتعرض للإساءة من جمهور المنافس، قد سبقه الكثير من نجوم الكرة المصرية الذين كانوا ذو حجم وقيمة أيضًا، إلا أن تجاهلهم الرد على تلك الإساءة كان كافيًا لإسكات الألسنة التي تطاولت عليهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر لم ينجرف عماد متعب مهاجم الأهلي السابق، بالرد على جمهور الزمالك في أحد مباريات القمة السابقة، بسبه والخوض في عرضه بالقول واللافتات أيضًا التي تم رفعها بالمدرجات، إلا أن سكوته كان خير رد بل نال إشادة الجميع على هذا التجاهل.
طالما تبادل الطرفين المناوشات ورد الإساءة بالإساءة لن تنتهِ الأزمة والخلاف التاريخي، لذلك شيكابالا قد يكون مخطئًا بعدم تجاهله القلة القليلة التي تسيء إليه من الجماهير والرد عليهم باستمرار سواء بالإشارات التي قام بها، أو ظهوره مع جمهور الزمالك في فيديوهات وغناءه الشهير الذي يحمل الإساءة لجماهير الأهلي، وهو ما زاد الاحتقان بينه وبينهم، لذلك عليه التجاهل والنظر فقط للكثير مما يحترمونه ويقدرونه، خاصة وأن الأباتشي كان له مبادرة طيبة أعقاب حادث بورسعيد 2012 التي راح ضحيتها 72 مشجعًا أهلاويًا، بظهوره على قناة الأهلي، في لافتة إنسانية للغاية، لاقى عليها إشادة كبيرة من كافة الجماهير.
شيكابالا الموهوب والذي يعد أحد أهم لاعبي الكرة المصرية عبر تاريخها، وأكثرهم مهارة على الإطلاق، عليه أن يتغاضى عن الإساءة كما فعل من سبقوه من نجوم، فمثلما يلقى اللاعب من يسبه ويهاجمه أيضًا هناك الملايين ممن يدعمه ويؤيده، وعليه أيضًا أن يدرك أن يُضع كامل تركيزه فقط داخل المستطيل الأخضر وعدم الرد على الجماهير، خاصة وأنها لن تعود عليه بالنفع شيئًا.
أخيرًا.. لابد أيضًا من إيجاد عقوبات رادعة للجماهير لوقف الإساءة التي يوجهونها للاعب أو غيره للحد من وتيرة التعصب في الكرة المصرية، خاصة وأن الأعداد التي تحضر تلك المباريات لا يمكن تصنيفها -جماهير- في ظل أنهم مدعوين من جانب مجالس إدارات الأندية، لذلك فهم معروفين بالاسم، ومن الطبيعي معاقبتهم ومنعهم تمامًا من حضور المباريات، وإقرار آلية عقوبات للخروج عن النص من جانب الأعداد المسموح بها لحضور المباريات.
اتحاد الكرة يعلن إيقاف شيكابالا مباراتين ويوقع غرامات مالية على الأهلي والزمالك
شيكابالا Vs جمهور الأهلي.. بدأت برفع الحذاء عام 2007.. وصلح لم يستمر طويلًا.. وأزمات لا تنتهي