وزير الأوقاف عن التراويح وغلق المساجد: أبواب الرحمة كثيرة ولم تغلق
قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إنه إذا كانت الظروف قد اقتضت تعليق الجمع والجماعات وغلق جميع المساجد والزوايا والمصليات غلقا تاما مؤقتا في إطار تحقيق المقاصد الشرعية في الحفاظ على النفس التي أحاطها الإسلام بكثير من سياجات الحفظ والحماية، فهذا لا يعنى أن أبواب الخير قد أغلقت.
وتابع مختار جمعة في مقال نشر له عبر الموقع الرسمي لوزارة الأوقاف تحت عناون : «أبواب الرحمة لم تغلق»، أنه يجب على الجميع بذل الطاقة والتوسع في أعمال الخير ، ولا سيما إطعام الجائع، وكساء العاري ، ومداواة المريض ، وتفريج كروب المكروبين .
وإلى نص المقال : « لقد فتح الله (عز وجل) أبواب رحمته واسعة لخلقه أجمعين ، يبسط سبحانه وتعالى يده بالليل ليتوب مُسيءُ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مُسيءُ الليل ، حيث يقول الله (عز وجل) في الحديث القدسي “إِن الله تَعَالَى يبْسُطُ يدهُ بِاللَّيْلِ ليتُوب مُسيءُ النَّهَارِ، وَيبْسُطُ يَدهُ بالنَّهَارِ ليَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مغْرِبِها” (رواه مسلم)، ويقول سبحانه : ” قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ”(الأنعام 12) ، ويقول سبحانه في كتابه العزيز : ” وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ” (الأعراف : 156).
وفي الحديث القدسي يقول رب العزة (عز وجل):” أَذنَب عبْدٌي ذَنْبًا فقالَ : اللَّهُمَّ اغفِرْ لِي ذَنْبِي ، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعالى: أَذْنَبَ عبدِي ذَنْبًا، فَعَلِم أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ ربِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تبارك وتعالى: أَذْنَبَ عبدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغفِرُ الذَّنبَ، وَيَأخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَي رَبِّ اغفِرْ لِي ذَنبي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى: أَذْنَبَ عَبدِي ذَنبًا، فعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنبِ ، قد غَفَرْتُ لِعَبْدِي فَلْيَفْعَلْ مَا شَاءَ ” (متفقٌ عَلَيهِ) ، وفي الحديث القدسي أيضًا يقول رب العزة (عز وجل)” : يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَني وَرَجَوْتَني غَفَرْتُ لَكَ عَلى مَا كَانَ مِنكَ وَلا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدمَ، لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّماءِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَني، غَفَرْتُ لَكَ، يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَو أَتَيْتَني بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايا، ثُمَّ لَقِيْتَني لا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا، لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً (رواه الترمذي ) .
وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول : “جعل الله الرحمة مائة جزء ، فأمسك عنده تسعة وتسعين ، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا ، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلائق ، حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه” (رواه البخاري) .
وقد سئل سيدنا عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) أي آية في القرآن الكريم أرجى فقال : ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ “(الزمر : 53)
فإن كانت الظروف قد اقتضت تعليق الجمع والجماعات مؤقتا للضرورة والمصلحة الشرعية المعتبرة وهي الحفاظ على الأنفس تعليق إقامة الجمع والجماعات وغلق جميع المساجد والزوايا والمصليات غلقا تاما مؤقتا في إطار تحقيق المقاصد الشرعية في الحفاظ على النفس التي أحاطها الإسلام بكثير من سياجات الحفظ والحماية، فهذا لا يعنى أن أبواب الخير قد أغلقت ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “إن أبواب الخير لكثيرة : التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وتميط الأذى عن الطريق ، وتسمع الأصم ، وتهدي الأعمى ، وتدل المستدل على حاجته ، وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث ، وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف؛ فهذا كله صدقة منك على نفسك” .
فعلينا أن نبذل طاقتنا ووسعنا في المتاح من عمل الخير ، ولا سيما إطعام الجائع، وكساء العاري ، ومداواة المريض ، وتفريج كروب المكروبين».