برلمان مصر .. وانتخابات الشيوخ !
أحيانا يطلق البعض مقولة أو فكرة ونقع أسرى لهذه المقولة أو الفكرة دون أن نبحث فى حقيقتها ، منها ما ماسمعته من أقوال بأن أداء البرلمان كان باهتًا، وأن الأجهزة التنفيذية سيطرت على المشهد .. وأنه لم يعد لدينا نجوم برلمانيون، سواء من نواب المعارضة أو الأغلبية، وهذه بالقطع وجهة نظر صاحبها لها مالها وعليها ماعليها .. ولكني اختلف معها، فهناك أرقام تتحدث عن نفسها وإنجازات تؤكد أن البرلمان عمل بجدية وحرفيه طوال الدورة التشريعية الماضية في ظل العديد من التحديات خاصة بعد أحداث يناير والفوضي التي سبقت ٢٠١٤ بالإضافة الي كم التشريعات التي أنجزها وتؤهله لأن يكون برلمان التحدى، ولا يتسع المجال لسرد حجم الجهد الذى استغرقه إقرار ومناقشة أكثر من 700 مشروعا بقانون وما يقرب من 350 قرارا بقانون وتصدي البرلمان لملفات شائكة وتعديلات تشريعية غير مسبوقة ومهمة فى مجال قانون الخدمة المدنية والتأمين الصحى وتأسيس البيئة الجاذبة للأستثمار والنهوض بالزراعة والصناعة، وقد انعكست نتائج هذه القوانين والتشريعات على وجه الحياة من حولنا، وفى دعم جهود الدولة فى مجال الحماية الاجتماعية والحفاظ للدولة على حقها دون المساس بالطبقات الدنيا ومحدودى الدخل، وخاصة فى ظل أزمة جائحة كورونا التى عطلت وأربكت دواليب العمل فى أعتى الدول الديموقراطية.
خاصة ان الظروف المحلية والدولية التى عمل فيها البرلمان المصرى، ظروف غاية فى الصعوبة سواء فى الحرب على الارهاب أو المؤامرات الخارجية ، أبسط التحديات هى التغطية الإعلامية التى ظلمت البرلمان، وكلنا يتذكر البرلمانات السابقة، التى كانت تفتح لها أبواب وصفحات ثابتة فى الصحف المصرية، كما كان هناك تردد خصصه التلفزيون المصري لقناه تنقل بث مباشر لجلسات البرلمان ، جعلت المواطن يشعر انه جزء منها ويتابع مايحدث تحت قبة البرلمان ويزداد وعيا بما يطرح من مناقشات وأفكار وآراء ويزداد فهما بأصول المعارضة وفن الاختلاف فى الرأى مع الاتفاق على المصلحة العليا للوطن، كانت التغطية الاعلامية لأعمال البرلمان أمام الناس وعلي الهواء مباشرة، وهو ما أتمنى أن نعيد النظر فيه مرة أخرى ونحن على اعتاب مرحلة برلمانية جديدة وانتخابات الغرفة التشريعية الثانية مجلس الشيوخ، وما تتطلبه من المزيد من الوعى والمشاركة.
وقد كتبت منذ أسبوعين عن بدء الترشح لمجلس الشيوخ، متشجعة بإنجازات مجلس النواب ولا ننكر أن وجود الغرفتين أفضل لاتساع مساحة الرأي والرأي الآخر.. وكلى ثقة أن السنوات العشر المقبلة ستشهد صياغات جديدة للأنظمة السياسية في العالم نتيجة رفض بعض المجتمعات للأحزاب بأشكالها التقليدية وضرورة إعادة النظر فى أساليب الحياة الحزبية وممارسة الأحزاب لدورها واختيارها لممثليها فى البرلمان بمجلسيه.
وبالقياس للارقام والانجازات والظروف الصعبة والتحديات الداخلية والخارجية أمام البرلمان لابد أن أتوجه بالتحية للدكتور علي عبد العال الذى قاد دفة العمل الوطنى البرلمانى باقتدار، ومعه أعضاء المجلس الموقر والأمين العام محمود فوزي، دينامو المجلس صاحب الخبرة البرلمانية الطويلة وللحق فقد كان الأداء قويا، من العديد من الوجوه البرلمانية العتيدة
ويحضرنى أداء النائب محمد أبو العينين الذي دخل البرلمان منذ اشهر قليلة لكنه استطاع ان يثبت ان الخبرة البرلمانية المتراكمة المحلية والدولية تعطي اداءا برلمانيا مختلفا فكرئيس للبرلمان الأورومتوسطي وعضو بالبرلمان ٢٠ سنه أعطي أداء قويا وكان قدوة في الأداء البرلماني والالتزام كما اشاد به الدكتور علي عبد العال.. و الدكتور حسين عيسي رئيس لجنة الخطة والموازنه ومهندس المناقشة الجادة والجيدة والقوية للموازنه العامة للدول ود. عبد الهادي القصبي صاحب الدور الأكبر في حشد الأغلبية لمناقشة القوانين التي تمت الموافقة عليها وأحمد السجيني رئيس لجنة الادارة المحلية والأمين العام لإئتلاف دعم مصر والذي لعب دورا كبيرا في اقرار قانون تنظيم ساحات الانتظار لمحاربة البلطجية والسيد الشريف وكيل اول المجلس صاحب الخبرات السياسية الكبيرة عبر دورات برلمانية متتالية ..اتمنى أن تكون المحصلة انتخابات نظيفة وراشدة يتحلى فيها الناخب بالوعى فى المشاركة والرشد فى الاختيار من بين المرشحين الأكثر علما ووطنية ومعرفة ووعيا بالقضايا وبأصول الحوار الديموقراطى الذى يقبل الاختلاف فى الرأى والاتفاق على مصلحة الوطن، والأكثر فهما للتحديات التى تواجهها مصر فى الداخل والخارج .