عالم ما بعد كورونا..
قريباً إن شاء الله سينكسر الداء ويندحر الوباء وترسو سفينة البشرية المرتبكة علي جودي الأمن والأمان.، وستكون أزمة كورونا مرحلة مفصلية في تاريخ البشرية وخطا فاصلا بين عهدين : ما قبل كورونا وما بعد كورونا.
نطمح إلي عالم متوازن يسود فيه السلام والعدل وحقوق الإنسان بجد وليست لصالح حقوق الإنسان الغربي الأبيض أو ورقة سياسية لتطويع الأنظمة وفرض الهيمنة.
نحتاج إلي كتابة عقد عالمي عادل وميثاق جديد للأمم المتحدة ومجلس الأمن يزيل هيمنة القطب الأوحد أو ثلة قليلة من الأقطاب تلعب بمصير الكوكب
وتحتكر العلم والتصنيع والثروة والسلطة، وتلعب بالمناخ وتصدر الصناعات القذرة خارج حدودها وتدفن نفاياتها النووية في أراضي المستضعفيننريد تسخير العلم لرفاهية الإنسان كل الإنسان، أينما حل أو ارتحل فلا يكون العلم وسيلة لرفاهية الشمال الغني والغرب المتحضر، بينما يستغل الجنوب الفقير والشرق النامي كحقل تجارب لأسلحتهم المادية والبيولوجية ومعمل تجارب لأدويتهم، وحومة للوغي لاستعراض عضلاتهم النووية وغير النووية
وساحة لتصفية الحسابات بينهم ولتكريس هيمنة الرأسمالية المتوحشة وسوقا لتصريف بضاعتهم الراكدةنريد عالم ما بعد كورونا وقد تلاشت فيه الفجوة وانحسرت الهوة التقنية والمعيشية والفكرية بين الشمال والجنوب، نريد تلاقي الحضارات لا صراع الحضارات، نريد اندثار مفردات التمييز العنصري باللون والچين والدين.
فالمليارات التي أنفقت في تصنيع أسلحة الدمار ومحاولة فرض أفكار وتطويع أمم وترويض أنظمة، لو أنفقت في الصحة والتعليم لما كان هناك كورونا الفيروس ولا كورونا الإرهاب، ولا كورونا الكراهية والصراعات، بين قاطني هذا الكوكب الذي تحول من قرية كونية صغيرة إلي أوضة وصالة واحدة يلتقي فيها اتحاد شاغلي هذا الكوكب الذي لوثنا مياهه النقية، ودنسنا هواءه، وأتلفنا غاباته وجناته، وثقبنا غلافه الجوي، وأربكنا توازنه البيئي والبيولوجي، والأهم من ذلك دمرنا إنسانه وأحبطنا شبابه ونزعنا منه الحب والوئام لصالح الشرهة جيوبهم وبطونهم، من شياطين الأرض.