الشيخ الشعراوي .. 25 عامًا على رحيل إمام الدعاة.. وسهام النقد ترد في «كارهيه»

الشيخ الشعراوي، رحل عن دنيانا في مثل هذا اليوم، قبل 25 عامًا، تاركًا خلفه حالة من الحزن التي عمت أرجاء العالم الإسلامي، على رحيل أحد أشهر الدعاة في العصر الحديث.

وفي ذكرى رحيل إمام الدعاة، يستعرض موقع قناة صدى البلد، سيرة وميسيرة الشيخ الشعراوي ومقتطفات من حياته ورد الأزهر الشريف على حملات الهجوم الممنهجة عليه.

نشأة الشيخ الشعراوي

ولد فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي في 15 أبريل عام 1911م، بقرية دقادوس، مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية، وأتم حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.

وبعد حصوله على الثانوية الأزهرية لم يُرد استكمال مسيرته التعليمية، ولم يرغب في الالتحاق بالجامعة إلا أن والده أصرّ على إكماله الدراسة في الأزهر، وبالفعل تخرج في كلية اللغة العربية عام 1940م.

اللغة العربية.. الطريق إلى المجد

وقد اختار فضيلةُ الإمام الشعراوي استكمال الدراسة في تخصص اللغة العربية؛ لتكون بابَه إلى جميع العلوم الشرعية، علاوة على ما تمتع به الشيخ من تمكُّنٍ في فنون اللغة العربية وملكاتها، كالنحو، والصرف، والبديع، ونظم الشعر، والخطابة، وطلاقة اللسان، ووضوح البيان.

وبالفعل كانت اللغة العربية وملكاتها سبيله إلى تفسير القرآن الكريم، وتدبّر آياته، وإيصال معانيه إلى جمهور المسلمين في صورة سهلة واضحة وشيقة؛ حتى صار الإمامُ علامةً فارقة في عصر الدعوة الإسلامية الحديث، وصار الناس ينتظرون أحاديثه الأسبوعية أمام شاشات التلفاز، وعبر أثير إذاعة القرآن الكريم.

مناصب واعتذارات

ومن أبرز المناصب التي خدم من خلالها الشيخُ الشعراوي الدعوةَ الإسلامية منصب مدير إدارة مكتب فضيلة الإمام الأكبر حسن مأمون شيخ الأزهر الأسبق 1964م، ورئيس بعثة الأزهر الشريف في الجزائر 1966م، ووزير الأوقاف وشؤون الأزهر بجمهورية مصر العربية 1976م، وشغله عضوية مجمع البحوث الإسلامية 1980م، ومجمع اللغة العربية، ومجلس الشورى بجمهورية مصر العربية 1980م.

إضافة إلى العديد من المناصب التي عُرضت عليه واعتذر عنها؛ تفرغًا للعلم والدعوة وخدمة المُحتاجين.

وللشيخ مؤلفات علمية عديدة منها: معجزة القرآن - الأدلة المادية على وجود الله - أنت تسأل والإسلام يجيب - الإسلام والفكر المعاصر - قضايا العصر - أسئلة حرجة وأجوبة صريحة.

وبعد عمر مديد في رحاب الدعوة الإسلامية المستنيرة والسمحة، وفي خدمة الإسلام والمسلمين، توفي الشيخ عن عمر يناهز السابعة والثمانين، في 22 صفر 1419هـ، الموافق 17 يونيو 1998م.

الهجوم على الشيخ الشعراوي

وتعرض الشيخ الشعراوي طيلة الربع قرن الذي أعقب وفاته لحملات من التشويه، وسهام الانتقاد التي وجهت له بين الحين والآخر، محملة باتهامات ولكنها في كل مرة ترد في كارهي الإمام ومنظمي هذه الحملات.

ويدافع عن الإمام محبيه وعارفي فضله وممن نهلوا من بحور علمه، في ربوع العالم الإسلامي، فضلا عن المؤسسات الدينية المصرية ممثلة في الأزهر الشريف ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف.

نائب يطالب بوقف الهجوم على الإمام

تقدم النائب كريم طلعت السادات، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس المجلس، موجه للدكتور  مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، بشأن التطاول الممنهج على الشيخ الشعراوي رحمه الله، باعتباره رمزا وطنيا وقيمة وقامة دينية يعتز بها المسلمين والعرب وهو أمر غير مقبول.

وقال السادات فى طلبه: أثار الهجوم غير المبرر على إمام الدعاة غضب المصريين، وذلك باعتبار الشيخ الشعراوي أحد رموز الدولة المصرية والوطن العربي فالعالم شهد له بعلمه وبراعته ولن نقبل بالتطاول عليه.

وتابع عضو مجلس النواب: لذلك نحتاج إلى وضع حد لهذا الأمر عن طريق تجريم الإساءة للشخصيات العامة حتى لا نرى مثل هذه الوقائع ضد رموزنا وعلمائنا.

وأشار النائب في طلب الإحاطة إلى أن الشيخ الشعراوي قيمة وقامة وطنية كبيرة حازت على حب واعجاب ملايين من المواطنين فى الوطن العربي، والتطاول عليه إهانه لن يسمح بها باعتباره رمز وطني وديني نكن له كل الإحترام والتقدير.

وقال عضو مجلس النواب: الدول تحافظ على رموزها الوطنية والدينية والعلمية والرياضية، والدول التي ليس لها رموز تحاول أن تصنع لها رموزا.

وأكد النائب، أن الشيخ الشعراوي وهب حياته لتفسير كتاب الله، وأوصل معاني القرآن لسامعيه بكل سلاسة وعذوبة، وجذب إليه الناس من مختلف المستويات، مما جعله علامة مضيئة في سماء العلم والفلسفة والدين وتاريخ أمتنا الإسلامية والعربية، ويمثل نموذج مشرف من أئمة العلم والهدى والدين على طراز أئمة الإسلام الكبار، ومن أعظم ثمرات الأزهر الشريف خلال القرن الماضي.

وأشار عضو مجلس النواب، إلى المواقف الوطنية للشيخ الشعراوي كمحب غيور على وطنه فى كل المواقف والأزمات، لعل أشهرها كلمته العظيمة المعروفة عمن يصف مصر بأنها أمة كافرة.

جهود الشيخ الشعراوي لخدمة الإسلام

أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الشيخ محمد متولي الشعراوي يعتبر مثالت للعالِم الوسطي المستنير.

ونشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، تعريفا بتاريخ إمام الدعاة «ولد فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي في 15 أبريل عام 1911م، بقرية دقادوس، مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية، وأتم حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق».

وتابع الأزهر للفتوى «وبعد حصوله على الثانوية الأزهرية أصرّ والده على إكماله الدراسة في الأزهر، وبالفعل تخرج في كلية اللغة العربية عام 1940م، وقد اختار فضيلةُ الإمام الشعراوي استكمال الدراسة في تخصص اللغة العربية؛ لتكون بابَه إلى جميع العلوم الشرعية، علاوة على ما تمتع به الشيخ من تمكُّنٍ في فنون اللغة العربية وملكاتها، كالنحو، والصرف، والبديع، ونظم الشعر، والخطابة، وطلاقة اللسان، ووضوح البيان، وبالفعل كانت اللغة العربية وملكاتها سبيله إلى تفسير القرآن الكريم، وتدبّر آياته، وإيصال معانيه إلى جمهور المسلمين في صورة سهلة واضحة وشيقة؛ حتى صار الإمامُ إمامًا للدعاة وعلامةً فارقة في عصر الدعوة الإسلامية الحديث، وصار الناس ينتظرون أحاديثه الأسبوعية أمام شاشات التلفاز، وعبر أثير إذاعة القرآن الكريم، وارتبط وجدانهم بحديثه وخواطره حول كتاب الله عز وجل».

وأضاف بيان الأزهر للفتوى «للشيخ مواقف وطنية مشرفة ضد قوى الاحتلال، وجهودٌ موفقة في رد الشبهات عن الإسلام والقرآن وسيدنا رسول الله ﷺ، وتقديمِ ردود عقلانية ومنطقية عليها من خلال لقاءات إعلامية وميدانية مع شرائح المجتمع المختلفة؛ سيما الشباب منهم، وفي كل مكان مرّ عليه الشيخ أو منصب تقلده؛ كان له فيه عظيم النفع والأثر، في مصر و خارجها، ومن أشهر مواقفه إرساله برقية إلى الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود أثناء إقامته بالمملكة العربية السعودية يعترض فيها على نقل مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام؛ لتوسعة المطاف حول الكعبة الشريفة؛ مؤيِّدًا رأيه بالأدلة الشرعية على عدم جواز ذلك، وقد استجاب الملك سعود رحمه الله لخطاب الشيخ، وأقر رأيه، ومنع نقل المقام من مكانه، واستشاره في بعض شئون توسعة الحرم المكي الشريف، وأخذ بمشورته».

وأشار البيان إلى أن من أبرز المناصب التي خدم من خلالها الشيخُ الشعراوي الدعوةَ الإسلامية منصب مدير إدارة مكتب فضيلة الإمام الأكبر حسن مأمون شيخ الأزهر الأسبق 1964م، ورئيس بعثة الأزهر الشريف في الجزائر 1966م، ووزير الأوقاف وشئون الأزهر بجمهورية مصر العربية 1976م، كما شغل عضوية مجمع البحوث الإسلامية 1980م، ومجمع اللغة العربية، ومجلس الشورى بجمهورية مصر العربية 1980مإضافة إلى العديد من المناصب التي عُرضت عليه واعتذر عنها؛ تفرغًا للعلم والدعوة وخدمة المُحتاجين».

وذكر البيان عدد من مؤلفات الشعراوي كالتالي: معجزة القرآن - الأدلة المادية على وجود الله - أنت تسأل والإسلام يجيب - الإسلام والفكر المعاصر - قضايا العصر - أسئلة حرجة وأجوبة صريحة.

الشيخ الشعراوي قضى عمر مديد في رحاب الدعوة الإسلامية المستنيرة والسمحة، وفي خدمة الإسلام والمسلمين، ليتوفي الشيخ عن عمر يناهز السابعة والثمانين، في 22 صفر 1419هـ، الموافق 17 يونيو 1998م.

إمام للوسطية والاعتدال

أكد السيد محمود الشريف، نقيب السادة الأشراف، أن إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي كان ولا زال وسيظل إمامًا ورمزًا للوسطية والاعتدال.

وأضاف نقيب السادة الأشراف، أن الشيخ محمد متولي الشعراوي هو الإمام المُجدد الذي اجتمعت حوله الأمة للفهم الصحيح لمعاني القرآن الكريم، وملأ الدنيا بعلمه ووسطيته واعتداله، ويعد أحد أهم رموز القوة الناعمة لمصر في الداخل والخارج.

وأكد السيد محمود الشريف، نقيب السادة الأشراف، أن فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي استطاع بلُغته وعلمه أن يصل بهذا النبض الرباني من تفسير القرآن الكريم إلى جميع أبناء الأمة الإسلامية والعالم أجمع، وله مواقف وطنية لا تُنسى في حب الوطن.

وزير الأوقاف يستشهد بالشيخ الشعراوي

استشهد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بحديث فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي أشاد فيه الأخير بدور مصر في تصدير علوم الإسلام إلى العالم الخارجي.

وقال جمعة، خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى مُقدّم برنامج «على مسئوليتي» عبر «قناة صدى البلد»: «هذكّر بكلمة الشيخ الشعراوي التي قال فيها إن مصر هي البلد التي صدّرت علم الإسلام حتى إلى البلد الذي نزل فيه الإسلام».

وتابع وزير الأوقاف، في كلمته على هامش معرض القاهرة الدولي الـ 54 للكتاب، أن مصر رائدة في الفكر والثقافة والعلم، في عالمها العربي والإسلامي، وفي العالم أجمع، مشيرًا إلى أن دعوة الرئيس السيسي المُتكرّرة إلى تجديد الخطاب الديني، ودعمه لقضايا التجديد جعل مصر رائدة في هذه القضايا.

وزير الأوقاف: مصر أنتجت الفكر الوسطي

واستطرد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى مُقدّم برنامج «على مسئوليتي» عبر «قناة صدي البلد»، قائلاً: «أتحدى أن دولة في العالم خلال الـ 8 سنوات الأخيرة، أنتجت في الخطاب الديني، والفكر الوسطي، وصدّرت للعالم مثلما صدّرت مصر، وقادة الرأي».

 

احتفاء الأزهر بإمام الدعاة

احتفى جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولى للكتاب بالشيخ محمد متولى الشعراوى، وذلك تكريما لمسيرته وجهوده العلمية الكبيرة في خدمة الإسلام.

ونشرت الصفحة الرسمية للأزهر الشريف، عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، عددا من الصور للشيخ الشعراوي، والتفاف زوار المعرض حولها، بالإضافة إلى عرض بعض التسجيلات الصوتية لها.

ويشارك الأزهر الشريف، للعام السابع على التوالى بجناح خاص فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ 54 وذلك انطلاقا من مسئولية الأزهر التعليمية والدعوية فى نشر الفكر الإسلامى الوسطى المستنير الذى تبناه طيلة أكثر من ألف عام.

من الذاكرة| محمد نجم : حادثة أمام الكعبة وراء اعتزالي وتفاجئت بموقف الشعراوي

نقيب الأشراف: الشيخ الشعراوي سيظل رمزا وإماما للوسطية والاعتدال

سهير رمزي تستعيد ذكرياتها مع الشيخ الشعراوي : ده حبيب القلب وكان عاملنا يوم نتغدى عنده في السيدة نفيسة

يسري عزام عن الشعراوي: إمام المُفسّرين وشيخ الدعاة

الأزهر الشريف: الشيخ الشعراوي أوصل معاني القرآن لسامعيه بكل سلاسة وعذوبة

نسخة طبق الأصل.. شبيه الشيخ الشعراوي يكشف رد فعل أقارب إمام الدعاة عندما شاهدوه