انتصار السيسي: ذكرى المولد النبوي مناسبة جليلة للتأمل واستلهام القيم العظيمة التي أرساها النبي
هنأت السيدة انتصار السيسي، المسلمين بذكرى المولد النبوي الشريف.
وقالت عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» «نحتفل اليوم بذكرى مولد خير الخلق النبي الكريم، وهي مناسبة جليلة للتأمل والسكينة، نستلهم فيها القيم السامية العظيمة التي أرساها النبي فأصبح ما قدمه للبشرية حضارة إنسانية مكتملة الأركان، كل عام وأنتم بخير».
وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، احتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف.
وقال الرئيس خلال كلمته «نحتفل اليوم معا بذكرى مولد نبينا الكريم الذي أرسى بالحكمة والموعظة الحسنة دعائم وأسس عظيمة وخالدة للإنسانية بأسرها، وأتوجه بالتهنئة لشعب مصر الكريم وكافة الشعوب العربية والإسلامية بمناسبة هذه الذكرى وأدعو الله أن يعيدها على الجميع بالخير واليمن والبركات».
وتابع «احتفالنا اليوم بذكرى مولد سيد الخلق ونبي الرحمة يستدعي كل معاني الرحمة في ديننا الحنيف، ويذكرنا أن شريعة الإسلام السمحة قامت على البناء لا الهدم، فقد أرسل الله النبي رحمة للعالمين، ومقاصد الأديان قائمة على تحقيق مصالح البلاد من خلال السماحة واليسر وليس التطرف ومن هنا ستظل قضية الوعي الرشيد وفهم صحيح الدين من أولويات المرحلة الراهنة في مواجهة أهل الشر الذين يحرفون معاني النصوص ويخرجونها من سياقها ويفسرونها وفق أهدافهم أو يعتمدون على تفسيرات خاطئة مما يتطلب الاستمرار في المهمة الثقيلة التي يقوم بها علماء الدين لتصحيح المفاهيم الخاطئة لحماية المجتمع وليدرك العالم أجمع سماحة الدين الإسلامي».
وأضاف «مما لا شك أن بناء الوعي الرشيد يتطلب تضافر كافة المؤسسات الدينية والتربوبة والإعلامية للإسهام في بناء الشخصية السوية القادرة على التمييز بين الحق والباطل والحقائق والشائعات، وأقدر الجهود التي تقوم به مؤسسات الدولة الدينية في نشر الفكر المستنير وتصحيح المفاهيم الخاطئة».
وأردف «الدولة لن تألو جهدا في دعم الأئمة وتوفير المناخ المناسب لأداء دورهم المرجو في المرحلة الحالية بدعم الخطاب الديني الوسطي المستنير، لقد وهبنا الله نعمة العقل التي ميز بها الإنسان وشرفه على سائر مخلوقاته ودعانا من خلال تلك النعمة إلى البحث والتدبر في ملكوت السماوات والأرض وفرض علينا صون هذه النعمة المميزة والمنحة فريدة، ونهانا عن الإساءة إليها بأوهام أو اتباع أفكار هادمة وتعصب أعمى».
وواصل «رسالة الإسلام التي تلقيناها من الرسول الكريم جاءت انتصارا لحرية الإيمان والاختيار والاعتقاد والفكر، لكن هذه الحرية لم تأت حتى تحولها أهواء النفس إلى فوضى تبيح التخريب والفوضى، كما يجب أن تقف هذه الحرية عند حرية الآخرين».
واستطرد «تبرير التطرف تحت ستار الدين أبعد ما يكون عن الدين بل محرم ومجرم ولا يتعدى كونه أداة لتحقيق مصالح شخصية، دعونا نتفق أنه لا يمكن قصر التطرف على دين بعينه، في جميع الديانات يوجد متطرفون للأسف يدعون إلى نشر خطاب الكراهية، حتى إن سيرة النبي العطرة لم تسلم من هذا التطرف، وأؤكد أن سيرة النبي العطرة في قلوب ووجدان المسلمين في كل أنحاء العالم ولا يمكن أن يمسها قول أو فعل، كما أؤكد الرفض القاطع لأي أعمال عنف أو إرهاب تصدر من أي طرف تحت شعار الدافع عن الدين أو الرموز المقدسة فجوهر الدين هو السماحة».
وتابع «الرسول رسخ أسس التعايش وقبول الآخر، وختاما فلنجعل من ذكرى مولده نبراسا يضئ لنا الطريق، لنعمم ونحقق المفهوم الحقيقي للرحمة في مواجهة الجماعات المتطرفة، لنجعل من وطننا صورة مشرقة لفهم صحيح الدين حتى نبعث رسالة من مصر مهد التاريخ والحضارة تعكس سماحة الأديان».
وواصل « فيه كلام كتير ولغط كتير وإحنا كمسلمين نؤمن بكافة الديانات الأخرى ولا يستطيع مسلم أن يقول أنه كامل الإيمان إلا إذا أقر واعترف بالرسل جميعا، من حقائق ديننا احترام وتوقير كل الرسل كونهم المختارين من قبل الله، وعلينا جميعا الانحناء لهذا الاختيار».
وتابع «الإساءة للأنبياء والرسل استهانة لقيم دينية رفيعة يعتقد فيها الكثير من الناس، من لا يؤمن فهذا شأنه، لكن جرح مشاعر الملايين يا ترى في المليار ونصف مسلم أو أكتر نسبة كام في المائة متطرفين 1% يعني 15 مليون، لو فيه 15 مليون في العالم تصوروا هيعملوا إيه في العالم، العدد مش كده خالص، لا يمكن أن يتحمل المسلمون مسؤولية فئة انحرفت، نحن لنا حقوق بألا تجرح مشاعرنا وألا تؤذى قيمنا».
وواصل « من حق الناس التعبير عما يجول في خواطرها، لكن هذا الأمر يجب أن يقف حينما تجرح مشاعر أكثر من مليار ونصف، الأمر يتطلب منا جميعا التوقف والتدبر، أنا لا أوجه أي كلمة إساءة أو لوم لأحد، لكن بقول الأمر يتطلب مراجعة للنفس، أنا بتكلم عن مصر والدنيا بأكلمها، من فضلكم كفا إيذاء لنا».
ووجه الرئيس رسالة إلى المسلمين «بقول لكل المسلمين إذا كنت بتحب النبي صحيح فتأدب بأدبه وتخلق بخلقه، يا ترى أنت متقن لعملك، وصادق في كلمتك، يا ترى بتحترم الناس وتحافظ على حقوقهم، إحنا احترمنا كافة المعتقدات كون الناس لن نجتمع على دين واحد».
وتابع «بقول للناس جوا وبرا مصر لو عشت في مجتمع احترم قيمه ومبادئه، وإذا كان الآخرون لا يحترمون قيمك ومبادءك، فأتصور أن المروءة والخلق الحسن له السيادة في النهاية».
واختتم «الاستعلاء بممارسة قيم الحرية درب من دروب التطرف عندما تمس هذه الممارسة حقوق الآخرين».
شيخ الأزهر يهنئ السيسي بالمولد النبوي الشريف
السيسي يشهد احتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف