شكرًا سيادة الرئيس
بعد قرار تأجيل الدراسة لمدة أسبوعين اعتبارا من اليوم لا نملك الا أن نتقدم بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى، شكر من قلب كل أم اطمأنت على فلذات أكبادها.
لقد بذلت الدولة مجهودا كبيرا فى محاصرة فيروس كورونا، منعت التجمعات والحفلات والأنشطة ومنها الاحتفال بالاسراء والمعراج ومولد السيدة وحفلات التخرج المدرسية والجامعية ولكن المشكلة الكبرى كانت فى استمرار الدراسة فالتجمعات فى المدارس والجامعات أعلى بكثير من كل التجمعات، والفيروس يمكنه الانتقال خلال ثوان وليس 3 ساعات وهى مدة الدراسة التى كانت الوزارة قد حددتها.. وظهرت أهمية التأجيل عندما ظهر امس خبر عاجل على إحدى القنوات الفضائية بتأجيل الدراسة لمدة أسبوعين فامتلأت البيوت اطمئنانا وفرحا وتبادلت الأسر التليفونات والتهانى وبعدها بدقائق ظهر النفى فأصابنا جميعا الإحباط فليس لدينا أعز من الأبناء.. فالضنى غالي..وتسألنا جميعا لماذا لا تكون الدراسة اون لاين أو تؤجل اسبوعين.. لقد تابعنا نشاط الوزير فى حملة التابلت الذى تم تطبيقه على الجميع المدارس خاصة وحكومية وبنك المعرفة وحملة الأون لاين للقضاء على الدروس الخصوصية.. وغيرها من الحملات التى يمكننا من خلالها الدراسة عن بعد والأمر الطبيعى أن يتم التدريس اون لاين الأسبوعين القادمين حماية لأطفالنا وشبابنا فى المدارس والجامعات وهم ثروة مصر الحقيقية.. والحمد لله صدر قرار تأجيل الدراسة فأسعد كل بيت فى مصر ولا أخفى سعادتى بالخبر، وهى سعادة تعادل سعادتى بقرار رئيس الحكومة بتأجيل المدارس والجامعات قبل المنخفض الجوى وظروف الطقس السيئة بـ 48 ساعة!
فقد كان قرار الدكتور مصطفى مدبولى بالإجازة قرارا شجاعا وجريئا وكشف حجم ما تعلمناه من تجارب الأمطار نهاية العام الماضى حين غطى صراخ التلاميذ فى أتوبيساتهم الغرقى وتعطل سيارات نقل عمال ورديات الليل من وإلى المصانع غطى على جهود الحكومة وتواجد مسئوليها فى الشوارع !
وهو ما يؤكد انه من المهم اتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب وقبل فوات الأوان من أى مسئول مهما كانت مسئوليته سواء لمواجهة ظروف جوية قاهرة أو فيروس مرضى مستفحل!إذا كان هناك من مواقف تستحق الإشادة بعد مرور أزمة المنخفض الجوى على خير فهو يقظة الحكومة وقرار رئيس الوزراء بتعليق الدراسة والعمل فى كل مصالح الدولة والمدارس والجامعات قبل الأزمة الجوية بـ48 ساعة.
القرار المناسب فى الوقت المناسب هو ما نحتاجه للتعامل مع أزمة فيروس كورونا فى مصر حتى لا نتحرك بعد فوات الأوان مثلما حدث فى إيطاليا.
وهنا أناشد حكومتنا الرشيدة أنه ما لم يسمح الطقس فى مصر بانتشار الفيروس بسرعة، أو أن المصريين لديهم تركيبة وراثية تحارب الكورونا بشكل أفضل، وكلاهما غير مرجح، الحمد لله جاء القرار فى وقته المناسب فقد كنا نتجه نحو نفس مصير إيطاليا. المصير المحتمل لنا هو الآلاف والآلاف من الأشخاص الذين يمرضون لأشهر قادمة. يمكن لمعظم الناس (أكثر من 70٪، وفقًا للإحصاءات) أن يتعافوا بدون علاج فى المستشفى، نعم، لن يعانى البعض حتى من أى أعراض، ولكن هناك أشخاصت كبار السن والمصابين بضعف المناعة سيحتاجون إلى رعاية طبية للبقاء على قيد الحياة. ذوى السمنة المفرطة. مرضى السكرى وارتفاع ضغط الدم. والمدخنين مدمنى التدخين منذ عقود.نحتاج إلى العمل من المنزل، والدراسة من المنزل، والصلاة فى المنزل، وما إلى ذلك. أعرف أن العزلة الكاملة ليست مفيدة لأى شخص أو حتى لنظام المناعة، ولكننا بحاجة إلى تجنب التجمعات الكبيرة فى الأماكن المغلقة حيثما أمكننا.. نحتاج هذا الآن، ليس الأسبوع المقبل أو الذى يليه، لكن الآن.. خلاف ذلك، قد نرى الكثير من آبائنا وأجدادنا بحاجة إلى سرير فى المستشفى لمدة تصل من 3 إلى 10 أسابيع، لكنهم غير قادرين لأن المستشفيات بكامل طاقتها. هذا ما يحدث فى إيطاليا الآن!
أرجوك.. إذا كنت تدير شركة، اطلب من موظفيك العمل من المنزل. إذا كنت تدير مدرسة، فانتقل إلى التعلم عبر الإنترنت. إذا كنت لا تريد الصلاة من المنزل، فانتقل إلى مسجد أصغر. لا يمكننا وقف انتشار هذا الفيروس بين عشية وضحاها، ولكن يمكننا بالتأكيد عبور قمة المنحنى أو flatten the curve «تسطيح المنحنى»كما يقول الإنجليز!
الخوف والرعب والذعر الهستيرى ليس جيدًا، لكن الإفراط فى التواكل والثقة الزائفة ليست فى مصلحتنا جميعا فالمواجهة لا تتوقف عند غسل اليدين! ولكن فى الاستعداد للمواجهة وسرعة اتخاذ القرار.. شكرا سيادة الرئيس.