فاتن عبد المعبود تكتب.. التسويق الحكومي!
من أكبر التحديات التى تواجه الدولة المصريه هى التخبط التسويقى عند الجهات الحكومية ويقصد به هو عدم وجود استراتيجية تسويقية لما تقوم به اجهزة الحكومة رغم الجهود التى تبذلها فى فكره التسويق لإنجازاتها، ولكن أقصى مايمكن عمله هو مايسمى بحملة تسويقية ،والتى لا تتمتع ببعد استراتيجى ولا استمرارى .
كثيرا ما يكون المفهوم مغلوط لدى البعض ما بين الترويج لشخص المسئول وابراز مجهوداته دون النظر بعين الاعتبار للكيان باكمله ،او إنجازات المؤسسة نفسها وبالتالى فلكل شخص خطته التسويقية التى يتم صرف مبالغ طائلة عليها تتغير بتغير المسئول ،وليست خطة المؤسسة .
مع غياب الهدف والتخطيط الاستراتيجى يغيب التسويق لخطة الحكومة ،والقدرة على توصيل المعلومة للمواطن الذى نعتبره هو هدف الحكومات فى العالم اجمع .
مصر الان لديها خطة طموحة لتنمية مستدامةوالتى تحتاج خطة تواصلية تسويقية تشمل الحكومة ككل ويتفرع منها خطط فرعية .
هناك مجموعه من الأسئلة يجب ان تطرح مثل هل كل المبادرات التى تطرح تلبى احتياجات المواطنين ؟وهل يتم قياس اداء الوزرات بعدد المستفيدين من الخدمة وكيفية ادائها وضمان رضائه عنها ؟
هل نطور اداء حملاتنا وفقا لثقافة الفئه المستهدفة ام انه خطاب واحد ونغمة واحدة ؟ لماذا ينجح القطاع الخاص فى تسويق نفسه اكثر من القطاع العام ؟ لماذا لا نستطيع التواصل مع المواطنين بمرونة ويسر على ارض الواقع ؟والاهم هو العمل داخل منظومة متكاملة تضم المؤسسات الحكومية كافه ولا تعمل كل مؤسسة بشكل منفرد فقط
أتمنى ان تراجع كل وزارة سياستها التسويقية
لتتوافق مع رؤية مصر ٢٠٣٠ ،ولا نضيع الوقت اكثر من ذلك ،ونمارس التسويق الحكومى باحترافية شديده بعيدا عن البيروقراطية ،فالأصل فيه هو الأفكار الإبداعية لتسويق الخدمات للمواطنين ،وإقناعهم بها وقياس مدى رضاىهم عنها ،والعمل وفقا للآليات الوقائية الوطنية التى تركز على النتائج ،وتحقيق الأهداف ،وكفاءة التكلفة من اجل ادارة افضل للميزانية العامة . (فما يهم ليس ما نفعله ولكن كيف يشعر الناس حيال ما نفعله )جزء من مقدمة كتابى التسويق الحكومى والعلامة الوطنية للدولة المصرية