فاتن عبد المعبود تكتب.. الصمت صدقُ لا غش فيه
إذا كان الكلام مزيج من الصدق والكذب ،فالصمت صدق لا غش فيه .
اقف عاجزة عن تفسير بعض تصرفاتنا ،ولا اجد لها منطق فالأمور اختلفت كثيرا عما كانت ،تعاطى الحياة والتعامل اصبح شيئا اخر يتسم بالضبابية، وعدم الوضوح .
فى بعض الأحيان اجد هولاء اللذين ينحازون ويمدحون بشدة أشخاص ،او مواقف ،وتجد سيول من الكلمات التى تشيد ،وتهلل وترفع القبعة ،وعندما تتبدل الأحوال وتدور الدوائر وتنقلب الأمور رأسا على عقب -تجدهم ينتقدون وبشدة -وكأن ما كان لم يكن ،اعتقد ان هولاء أنفسهم لا يتذكرون تبدل مواقفهم لانه لو حدث هذا كان من الأفضل لهم التزام الصمت .
على الجانب الاخر تجد اللذين يحاولون إيهام الآخرين بإنهم سعداء ربما مكايدة فى أشخاص اخرين ،او محاولة للهروب من الواقع او ربما شيئا لا اعلمه ، ثم فجاءة تجدهم يصبون اللعنات على ما فات ،وتبدأ مرحلة جديدة فى حياتهم يمدحونها ،ويلعنون ما مضى وهكذا تدور الحياة .
التصرفات الأغرب والأعجب لمن يعلقون على ذلك فى كل الأحوال ( معاهم معاهم عليهم عليهم )واستميحكم عذرا يطلق عليها سياسة القطيع ،وكأن النسيان جعلهم لا يتذكرون ما كتبوه ،وعلقوا عليه من قبل .
ربما يكون ذلك هو تأثير وسائل التواصل الاجتماعي ،او متغيرات لحقت بسماتنا الشخصية فيما يتعلق بالثبات على المبدأ .
اليس هناك ادراك ان الفيسبوك جعل الدنيا صالة من غير أوضة ؟جميعنا نقيم فيها يراقب كل منا الاخر وأصبحنا يا عزيزى كلنا لصوص أنفسنا .