فاتن عبد المعبود تكتب.. مبادرة كلنا واحد
منذ سنوات كنت أقدم برنامج كاميرا بين الناس على شاشة قناة القاهرة (الثالثة سابقا ) كان البرنامج يدور ليرصد إيجابيات وسلبيات الواقع ، وأتذكر وقتها تم إذاعة تقرير من إحدى المناطق العشوائية يرصد صعوبة الحياة ،وضيق الحال ،ومن ضمن المشاهد التى أذيعت كانت لأطفال يلهون ويلعبون وسط أكوام القمامة والردش ،وبعدها يقفون أمام عربة المياه لأخذ احتياجاتهم ،يومها لم أتحدث ولم أعلق على المنطقه ولا متطلبات أهلها ولا أحوالهم ولكننى وجدت نفسي أتساءل كيف سينشئ هولاء الأطفال وما الدافع لديهم لبناء أو تقدم هذا الوطن ؟ وهو لم يعطهم حقهم فى الحياة ،أفزعتني تلك النظرة التى شاهدتها في أعينهم البريئة الضاحكة ودعوت الله أن يجعل أعين المسئولين ترى هولاء الأطفال .
اليوم كانت فرحتي غامرة فلقد استطاعت الدولة أن تجعل هولاء الأطفال يعيشون فى مدن وأحياء ،ولديهم نوادي ،وقصور ثقافة ،وملاعب ،ومدارس ،ومياه ،وصرف صحي وسكن آمن .
وما جعلنى أطمئن أن مبادرة كلنا واحد ليست اسما عابرا وإنما هي حقيقة فأبناء الأسمرات ذهبوا لقضاء يوم ترفيهي وتثقيفى في اتحاد الشرطة الرياضي يلعبون ويفرحون ويتحدثون مع السادة ضباط الشرطة ؛إنها نقلة نوعية لو تعلمون عظيمة.
نحن الآن نؤسس مفهوم جديد لذلك الضابط الذى يحمى ،ونأمن على أنفسنا بوجوده إنه من يعطينا فكرا ووعيا وثقافة بجانب دوره فى الحفاظ على أمن الوطن ،ويصبح نموذج يتمنى هولاء الأطفال أن يكونوا مثله .
لقد تغيرت وتبدلت الأوضاع ،وما حاولوا هدمه أعدنا نحن بخبرتنا الشرطية العظيمة التى نفخر بوجودهم بيننا تشييده بثبات وصبر أتمنى مِن السيد وزير الداخلية استمرار تلك الفاعليات فهى التى ستوفر بحق جهود ودماء رجاله الشرفاء .
لقد تحدثت واحدة من فتيات مصر الجميلات المقيمات فى حي الأسمرات ،وقالت بكل عفوية لقد تغيرت أفكاري منذ إقامتي في حي الأسمرات ؛لقد أوجزت واختصرت بتلك الجملة كل ما يمكن قوله .
أنا لا أعرف من هم أصحاب تلك الفكرة الرائعة ولكننى أوجه لهم كل التحية والشكر وأتمنى أن تستمر مبادرة كلنا واحد ولا تنتهى فنحن جميعا واحد .