فاتن عبد المعبود تكتب: نحتسبهم عند الله شهداء
لن يكون الرائد الشهيد احمد الضبيعى الاخير ولم يكن الاول -شهداء كثر سبقوه وهناك الأكثر من ابناء هذا الوطن المخلصين يقفون فى انتظار الشهادة تأدية للواجب الوطنى ،وايمانا بالدور الذين نذروا أنفسهم لاجله .
الرائد احمد الضبيعى بالنسبه لى الذى اعرفه هو الطفل الصغير الذى مات والده ،وهو فى سن صغيرة ،تفاجئت به شابا ضابطا فى الأقصر يشهد له الجميع بالأدب والاحترام والشجاعة ،ينال محبة الجميع وتقديرهم له .
هو ايضا احب مدينه الأقصر ،وأدى فيها سنوات واجبه الوطنى دون كلل او ملل لكنها اراده الله ان يستشهد اثناء القبض على بعض الخارجين عن القانون .
مشهد طفليه اثناء الجنازه جعلنى أفكر ان احمد يعانى مثله مثل الجميع من مشكلات اقتصادية وأحوال معيشة وغلاء اسعار ومرتب شهرى يحاول به تدبير اموره .
لكن الفرق بينه وبين الآخرين هو أنه لم يتوقف لحظة للحديث او البوستات الفيسبوكية ،وإنما مضى فى واجبه لحماية بلاده والحفاظ عليها تلك البلدةالحقيقية البعيدة عن السوشيال ميديا ،والتنظير وليست ساحات للحديث او المعركة الكلامية التى يندب كل منا حظه فيها .
كما قلت لن يكون احمد آخر شهداء الوطن ، ولكن ربما لقرابتى له فهو بمثابه أخى الصغير جعلنى أتأكد ان هذا الوطن بحاجه الى رجال معارك حقيقية لديهم عقيدة وطنية يقف ورائهم شعب راسخ الأقدام يعرف قيمة وطنه ويتحمل الصعاب والمشاكل من اجل بقاء ارضه وبقاءنا عليه.
أتمنى متى رأيتم من يتاجر بمشاكلكم ويحاولوا إثارة الفتنة بينكم كلما تذكرتم أحمد الضبيعى وأخوانه مِن من سبقوه لتعرفوا ان دمائهم الغالية تستحق الصبر والتحدى والحفاظ على بلادنا فالأزمات ستمر والتحديات ستنتهى وستبقي مصر مرفوعة الرأس .