لعبة الدومينو والأزمة العالمية

لا حديث للعالم كله الأن إلا عن موجة من غلاء الأسعار والتضخم التي سيواجهها العالم كله بلا استثناء.. وبدأت أثارها على معظم دول العالم،

هذا الأسبوع ؛ نشرت جريدة الفيننشال تايمز تقريرا مطولا حول ما يحدث في العالم من تضخم كبير وأنه سيكون مثل قطعة الدومينو يبدأ بارتفاع أسعار الطاقة ثم يتوالى انهيار باقي السلع، وهو التشبيه الذى أطلقه الرئيس الأمريكي جو بايدن لهذه الأزمة العالمية التى تبدأ بسقوط قطعة واحدة من لعبة الدومينو تسقط بعدها جميع القطع بمعني ان العالم كله سينهار بسبب هذه الأزمة مما أدي إلي أن كثير من الدول اتخذت إجراءات بدأتها الصين بتوجيه نداء الي مواطنيها لتخزين السلع الأساسيه ومصارحتها ـ وهذه المصارحة سابقة هي الأولى من نوعها في الصين ـ انها تواجه ازمة كبري وان هذه الازمة ستتزايد خلال الفترة القادمة مما أدي إلى رعب عالمي وارتباك حول كيفية مواجهة الأزمة.. التي أرغمت امريكا على إعلان أقصى درجات الاستعداد للمواجهة وتضغط علي الأوبك لزيادة الإنتاج لتقليل سعر برميل البترول، فقد قفزت أسعاره بيعه للمستهلك في الولايات المتحدة بصورة مخيفة، وهو ما انعكس على معدل التضخم الذى تؤكد الفيننشال تايمز إنه ارتفع في أمريكا منذ أكتوبر الماضي بأسرع وتيرة منذ ثلاثة عقود مع انتشار تداعياته وتصدعاته وضغوطه التضخمية في جميع صروح الاقتصاد، مما وضع إدارة بايدن في ركن حلبة المصارعة في موقف دفاعي وزادت احتمالات قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بدءا من العام المقبل!.

لكن ماذا عن آثار هذا الإعصار العالمى على الاقتصاد المصرى، وكيف استعدت مصر؟

مصر أعلنت عن الأزمة وبدأت اتخاذ خطوات لمواجهتها مثل زيادة السلع الغذائية وانشاء مصانع للأغذية وخطوط انتاج جديدة ومزاع للاسماك وتأمين مخزون استراتيجي يكفي البلاد لمدة طويلة وتوفير منتجات اللحوم والألبان ..

نثمن يقظة مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي لاتخاذ الإجراءات الإستباقية لكي نحمي الغذاء ونحمي الاقتصاد المصري.

المعروف ان الطريق الوحيد للنجاة هو الاكتفاء الذاتي سواء علي مستوي مصر او علي مستويقارة أفريقيا التي تمتلك الكثير من الثروات الغذائية والحيوانية والمناجم واراضيها الشاسعة التي لم تستغل حتي الان قد تكون هذه الخطط تأخرت ولكن لا شئ مستحيل.

الأزمة يستعد لها العالم كله ونحن ايضا نستعد لها ولكن لابد من حملات توعية كبيرة لترشيد الاستهلاك والاكتفاء الذاتي والاستعداد بكل الوسائل نحتاج إلى رفع درجة الوعى.