لفيروس كورونا.. وجه اخر

رغم الفزع والرعب الذي يعيشه العالم كله بسبب فيروس كورونا الا ان لهذا الوباء وجه أخر .. وأرجو آلا يعتبر كلامي هذا تهوينا للكارثة التي يعيشها العالم ولكنها النظر الي مأساة الكورونا نظرة أخري.. فقد جمع شمل الاسرة مرة أخري وأعاد لها المعني الذي افتقدناه كثيرا جريا وراء لقمة العيش فأنشغل رب الاسرة كما انشغلت الام كل في عمله واذا اجتمعوا ارتفعت اصواتهم بالاوامر لأطفالهم حتي يستذكروا دروسهم فالعالم كان يعيش سباق مادي رهيب ولا بقاء فيه لمن يتوقف لإلتقاط أنفاسه وكما تجمعت الاسرة اجتمعت مصر كلها على قلب رجل واحد، بل العالم كله فى مواجهة عدو لا يفرق بين الأسود والأبيض، وبين الغنى والفقير، وبين الأسيوى والأوروبى والأمريكى والأفريقى، كل بنى البشر فى الهم سواء نفس الأعراض.. رشح والتهابات وتشنجات وآلام حادة بالجهاز التنفسى،

مصر قدمت نموذجا حيا للدول التى قرأت حقيقة الحرب التى تواجه المجتمع الإنسانى كله، وهو مايستحق أن نوجه الشكر للرئيس السيسي الذي وجه الحكومة مبكرا فاستبقت الحرب ونجحت فى نقل الصورة الحقيقية عن المرض إلى المجتمع بمختلف الوسائل من أجهزة إعلام رسمية وموثوقة إلى مواقع التواصل الاجتماعى هكذا بدأت الإدارة المصرية لأزمة فيروس كورونا..وقبل ذلك قدمت الحدث بوجهه الحقيقى ووثقت معلوماتها ببيانات منظمة الصحة العالمية، ونجحت باجراءات متدرجة فى منع الاختلاط والتجمعات وفرض العلاج الناجع الأول على الجميع وهو العزل، وفى خط الدفاع الأول وزارة الصحة المصرية بكل أبطالها بدءا من عمال الخدمات وأطقم التمريض إلى الأطباء والعلماء والخبراء فى الأوبئة والأمراض الفيروسية، ولخصت وزيرة الصحة هالة زايد الموقف فى اعترافها بأننا جهزنا "36 مستشفى بكافة الأجهزة والاستعدادات لمواجهة المرض فى كل أنحاء الجمهورية لم نستخدم منهم حتى اللآن ألا 6 مستشفيات فقط، وهو تصريح يحمل الكثير من الثقة ويحمل أيضا الكثير من المؤشرات على حجم الخطر!

وقدمت هذه الحرب معيارا آخر للتقدم والتخلف فى سياسات الحكومات ليس لأسباب اقتصادية وحجم معالجتها لقضايا المجتمع وقفزاتها فى مؤشر التنمية ولكن لقدرتها على تقليل حجم الكارثة، واستنفار قوى المجتمع بمبادرات جماعية للمعاونة من أجل النجاة، هذكذا كانت الحكومة المصرية ، وكان نجاحها سببا فى تقليص حجم الإصابات وتقليل الخسائر التى تبشر بالخير فى بداية الأسبوع الثانى سواء بالتزام المواطنين بقرارات منع الاختلاط وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الفردية الضيقة لموجهة ذروة الهجوم من الفيروس المدمر!

وعلى المستوى العالمى.. فإن خبراء البيئة والمناخ يعيشون الآن أزهى عصورهم بعد سنوات وسنوات من الجدل والمناورة بين القوى العظمى شرقا وغربا لدعم جهود البيئة ووقف اتساع ما يسمى بطبقة الأوزون، فقد أدى الركود والتوقف والشلل التى أصابت المصانع وترسانات السلاح العالمية، إلى حدوث تحسن في درجة نقاء الهواء فوق الصين وأوروبا وأمريكا بسبب توقف الانبعاثات الحرارية ، وقد شاهدت الخرائط والصور التى نشرها المعهد الملكي الهولندي عن نقاء الجو لقلة انبعاثات ثاني أوكسيد النيتروجين، فوق يوهان الصينية وفوق إيطاليا وبرلين وباريس ولندن ونيويورك وفلوريدا، وهى نفس الأماكن التى شهدت كثافة انتشار فيروس كورونا، ولكن العبرة ليست لحالة نقاء الجو فى يوم أو عدة أيام بل العبرة فى الاستمرار وتحويل هذا النقاء لسياسات لفترات طويلة!

وعلى مستوى التوترات .. على مناطق النفوذ فى العالم آمل وأدعو الله أن يستجيب المتصارعون إلى دعوة أمين عام الأمم المتحدة بإعلان وقف إطلاق النار، لتوحيد جهود مواجهة وباء كوفيد-19، وآمل أن يتم دعم هذا الاعلان بقرارات لمجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للوقف الفورى للنزاعات فى اليمن وسوريا وليبيا!

ومسك الختام .. عن جهاز المناعة المصرى أتحدث بفخر عن جيشها وابطاله سواء فى الخدمة الطبية والاستعداد لاستقبال حالات العزل إلى دوره فى القضاء على الأزمات والإختناقات فى السلع والخدمات للحفاظ على توفير الحاجات الأساسية للمواطنين، وتوفير المستلزمات الطبية للمواطنين للوقاية من المرض مثل الكمامات والماسكات والجوانتيات ومحاليل التعقيم والتنظيف، إلى جانب دوره الأساسي فى الحرب على جماعات الإرهاب الشرسة الجاهزة للانقضاض وتعكير استقرار وأمن الوطن وقت الأزمات.