لماذا لا يخبز المصريون العيش في بيوتهم؟

كأي صعيدي ترتبط صورة البيت في ذهني بالفرن الطينيّة التي تكون في آخر المنزل بعيدًا عن أعين الضيوف، ومؤخرًا صارت على السطوح، فرائحة الخبز الطازج ما زالت عالقة في أنفي حتى الآن، وأستطيع تمييزها بمجرد السير بشارع فيه امرأة تحمي فرنها وترص فيها الأرغفة.

في أيّام الطفولة كنّا نتسابق على نقل أرغفة الخبز من المكان التي تضعها أمي فيه أسفل الشمس مباشرة حتى تختمر، إلى أمام الفرن المشتعلة بالنار الطبيعية، ونحتفل بأول رغيف يخرج طازجًا؛ لندهنه بالسمن البلدي ونلتهمه في لذة وسعادة لا يضاهيها شيء.

ومع مرور الأيّام تحوّلت الفرن الطينية إلى واحدة تعمل بالبوتجاز، ولم تعد أمي بحاجة إلى من يناولها «الوقيد» وهو عبارة عن مخلفات حيوانات تعرضت للشمس حتى أصبحت قابلة للاشتعال؛ لاستخدامها كوقود طبيعي للفرن البلدي، وضاع جزء من بهجة الماضي وفرحة الصغار.

لكن على أي حال ما زال عبق الماضي باقيًا في بعض بيوت أهل القرى على عكس سكان المدن الذين يعتمدون بشكل كلي على الخبز المصنوع في المخابز، واعتادت بطونهم عليه، لدرجة أنني من كثرة مكوثي بالقاهرة كلّما عدت إلى بيتي في جنوب مصر، قضيت أيامٌ حتى تتأقلم معدتي على العيش الشمسي.

منذ سنوات ليست بالكثيرة كانت النساء في الأرياف يتباهين بإتقان خبيز العيش في الفرن البلدي، وبعدما تخرج ربة البيت أول رصة أرغفة من الفرن تهدي جارتها بعضها؛ لتريها مهارتها في الخبيز، أمّا الآن فأول ما تسعى إليه العروس في جهازها شراء فرن البوتجاز حتى لا تضطر إلى الجلوس أمام الفرن الطينيّة.

ما يشغلني هو لماذا لا يفكر المصريون الذين يسكنون المدن في خبز العيش داخل بيوتهم بدلا من شرائه من المخابز بأسعار أصبحت تمثل عبئًا على بعضهم، غير أنّه سيكون مضمونًا أكثر من غيره وفي متناول الأسرة طوال الوقت.

ولعل الإجابة على هذا التساؤل متغيرة من أسرة إلى أخرى حسب أولوياتها وطبيعة حياتها الخاصة، لكن على كل حال ما زالت الفرصة سانحة أمامنا من أجل التخلي عن ثقافة الاستهلاك وإنتاج ما تأكله بطوننا بأيدينا مثلما يفعل أهلنا في الصعيد والأرياف.

أحمد الضبع يكتب: ثماني سنوات خُضر

متى يتناول مريض السكر الأرز والعيش والمكرونة ؟ .. أستاذ أمراض باطنة

التموين: توجيهات مشدده بمتابعة أوزان العيش الفينو والسياحي وغرامة 10 آلاف جنيه للمخالفين

شعبة المخابز: سعر العيش الفينو والدقيق حر ولا يخضع للتسعير الجبري.. فيديو

سعر العيش الفينو والخبز السياحي بعد قرارات وزير التموين الجديدة لمدة شهر