مأساة ريان تتكرر .. كواليس 6 ساعات مرعبة بعد سقوط طفل دمياط في بئر الصرف الصحي
كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة مساءً، استعد الطفل عماد الذى لم يتجاوز السادسة من عمره للخروج مع أمه لقضاء بعض الاحتياجات.
ارتدى عماد الملابس الشتوية الثقيلة بعد شعوره بالصقيع، وألقى النظرة الأخيرة على حجرته الضيقة التى بنى فيها أحلامه الواسعة، ثم نادى على أمه وأشبك يديه الصغيرتين بيدها، ونزلا سويًا إلى الشارع ليقضيا حجاتهما.
وفى الطريق داعب عماد أمه بطريقته البريئة وابتسامته الرقيقة ، يحدثها عن زملائه فى المدرسة، وكيف تسعد أوقاته بجلوسه بجوارهم فى الفصل، كما حدثها عن أحلام الغد البسيطة وتمنيه امتلاك العديد من الألعاب، فوالده انفصل عنه وبقى له الوالده التى عكفت على تربيته حتى يصبح شابًا يافعًا يعوضها عن تعب السنون.
وكعادة الأطفال يطلق عماد العنان لنظراته المتطلعة نحو كل ما يحيط به غير متكرث بما يقع أسفل قدميه ظنا منه أن الأرض التي يسير عليها لن تخونه
حتى جاءت لحظة الفراق
أمسك عماد بيد والدته ليعبرا الطريق وفى غفلة أنزلقت رجله داخل بئر صرف صحى يقع بجوار موقف سيارات أجرة، ليودع الدنيا ومن قبلها أحلامه.استغاثت أمه، بمن حولها تكاد أن تقفذ فى المصرف لتلحق بفلذه كبدها، تصرخ وتبكى ، فحياتها هى الأخرى ستنتهى بضياع طفلها.
جاء رجلاً من بعيد فزعه صراخها، ومن بعده تجمع المارة، لتقديم الدعم والمساعدة، يحاولون انتشال الطفل وإعادته لوالدته، لكن محاولات بلا جدوى.
6 ساعات كانت هى الفيصل الأخير فى حياة عماد، محاولات كثيرة من المواطنين الشجعان وقوات الأمن تأمل إخراجه وخرج بعدها تحضتنه أمه، لكن جثة هامدة، وضاعت الضحكة البريئة والأحلام البسيطة بموت الطفل الذى لم يكن يعرف قلبه الكره والغل.
وأصبحت ليلة حزينة على كفر الغاب بمركز كفر سعد التابع لمحافظة دمياط، بعدما سقط الطفل عماد محمود حليم، داخل بيارة صرف صحي، دون غطاء، ظلوا خلال 8 ساعات على أمل مجهول، حتى خرج في النهاية جثة هامدة.
تفاصيل الحادث
لم يتردد أهالي كفر الغاب بمركز كفر سعد التابع لمحافظة دمياط، لحظة عندما سمعوا صوت صراخ إحدى الأهالي تستغيث بهم في السابعة من مساء أمس الأحد، 'الواد وقع في البلاعة إلحقوا'، هُرع الجميع إلى مصدر الصوت، لكنهم وقفوا بلا حول ولا قوة؛ بسبب مشاهدتهم عمق الغرفة، وخوفا على حياتهم من الغرق.أحد أهالي المنطقة على الفور أمسك هاتفه وأبلغ الأجهزة الأمنية بسقوط طفل في بالوعة بكفر الغاب، ويدعى عماد محمود عبد الحليم، 6 سنوات، خلال سيره بجوار البالوعة انزلقت قدماه وانجرف بداخلها.
وعلى الفور انطلقت قوة أمنية إلى مكان الحادث، ورافقها فريق من العاملين بقطاع الصرف الصحي بدمياط وفريق إنقاذ وسيارة إطفاء، لاستخراج الطفل.
أحد شهود العيان، كتب عبر صفحته على «الفيسبوك»، وذكر ما حدث قائلاً: «عيل وقع من إيد أمه في بياره غير مغطاه، داخل موقف كفر الغاب، من الساعة ٧ بليل والأهالي ما زالت تبحث عنه بالجهود الذاتيه وطرمبة بلدي وجرادل مياه».
الجميع بالقرية والأماكن المجاورة هرولوا إلى موقع سقوط الطفل بعدما علموا بالمأساة ، وظلوا ٨ ساعات في محاولة لإنقاذ الطفل إلا أنهم فشلوا في استخراجه.
دقائق معدودة وحضر رجال الإنقاذ وبمساعدة الأهالي، تم العثور على الطفل بعد أن فارقت الروح الجسد، وجرى استخراج الجثمان في وسط مشهد مهيب من أهالي قرية كفر الغاب، 'نفسنا يطلع عايش'.
وكانت تلقي اللواء حسام توفيق مدير أمن دمياط بلاغا بسقوط طفل يدعى ، عماد محمود حليم داخل بالوعة في كفر الغاب بجوار الموقف، وانجرح الطفل داخل البالوعة ولم يعثر عليه طيلة الـ 8 ساعات.
وانتقلت قوة امنية إلى مكان الحادث ورافقها فريق من شركه مياه الشرب والصرف الصحى بدمياط وفرق انقاذ ومطافي، لاستخراج الطفل ومحاولة إخراجه، حتى تم استخراج الطفل