مع دخول المدارس .. اللهم اعوذ بك من هجوم الكورونا !
كل عام والأسرة المصرية بخير بمناسبة عودة المدارس، ومع دعواتنا أن ينجى الله مصر من كل سوء ويديم علينا نعمة الأمن والصحة، فلا زالت تحذيرات الرئيس أول أمس من الموجة الثانية من كورونا تحمل كل معاني الحيطة والحذر من الوباء اللعين، إذ يجتاح العالم للمرة الثانية في موجة أعنف وأشرس وكل يوم تحمل لنا الانباء أرقاما مفزعة عن بطشه واستفحاله، ومن حسن حظنا أن حكومة مصر اتخذت الإجراءات الأعنف فى المواجهة منذ الأيام الأولى لانتشاره ، حين قرر الرئيس تخصيص مبلغ 100 مليار جنيه لمواجهة الكارثة، ورغم ضخامة هذا الرقم إلا أن هذه الميزانية التي ضوعفت أرقامها بعد ذلك كشفت عن عمق الرؤية بخطورة هذا الوباء، وكلنا يعرف التعويضات التي تم تخصيصها للعمالة الموسمية والمعاشات والعزل والطوارئ والتباعد والإغلاق التي اتخذتها حكومة الدكتور مصطفى مدبولى، فكنا أول من بدأ الإجراءات الحاسمة وآخر من خففها.
لكن الآن .. مع الموجة الثانية من كورونا، وتصاعد أعداد الإصابات إلى أرقام خيالية، واقتراب عدد الإصابات فى أمريكا من 9 ملايين والوفيات وصلت إلى 300 الف ودخلت الهند المنافسة بـ 8 ملايين إصابة و113 ألف وفاة، وتقترب منها البرازيل وتتسارع وتيرة الإصابات والوفيات فى باقى الدول الأوروبية، حتى روسيا التى أعلنت عن التوصل إلى فاكسين للعلاج تسارعت فيها أرقام الإصابات من مليون ونصف المليون معلنة و25 ألف حالة وفاة من أعلنت عن الفاكسين!!.
أعود إلى مصر المحروسة بسلامة الله، يجب أن تكون الأرقام المفزعة من حولنا جرس إنذار لنتخلى عن حالة اللامبالاة التي نعيشها حاليا ، فرغم أن الحكومة وكل السلطات لم تخفف من الإجراءات الاحترازية وقد شاهدنا الرئيس السيسى وكل المسؤولين خلال المؤتمرات والمناسبات الاحتفالية والاجتماعات لا يتخلون عن الكمامة ويلتزمون التباعد، إلا أن الشارع غير ذلك، فباستثناء البنوك والمستشفيات فإن الإجراءات الاحترازية لا تحترم فى المحال والمواصلات والأسواق التجارية، وفي بعض أماكن العمل لا تكاد تشعر أن العاملين فيها سمعوا عن الوباء اللعين.
وأمام هول ما أسمع وأشاهد عن احتمالات الموجة الثانية فى نظر العلماء، وأقرأ عن سيناريوهات تفيد بأن الوباء سيستمر إلى نهاية عام 2021، محققا إصابة لا تقل عن 70% من سكان العالم، وخاصة مع ظهور حالات 'اللا أعراض'، إى الإصابة والقابلية لنقل العدوى قبل ظهور الأعراض، فإنني أحذر من سيناريوهين لا ثالث لهما؛ الأول: أن القدرة على المواجهة تعتمد على تدابير الإغلاق المعمول بها ومدى التزام الناس بالاجراءات الاحترازية مهما كانت درجة الثقة فيمن تواجه أو تصافح أو تعمل معه أو تعيش، ويتطلب ذلك فرض إجراءات صارمة من التباعد على مدى العام المقبل.. ولا مجال للهزار أو التهاون لأن العلماء يحذرون من تكرار وباء إنفلونزا عام 1918 والذي أودى بحياة ما يصل إلى 50 مليون شخص حول العالم
أما السيناريو الثاني فهو أن يلتزم معظم الناس الإجراءات الاحترازية ويكونون على قدر المسؤولية ..ولا نهمل حتى لا نستيقظ على الكارثة التي تعيشها الدول الأوروبية وأمريكا الذين ظنوا أنهم فى مأمن فأتتهم الموجة الثانية من الوباء من حيث لم يحتسبوا...
ومع بداية دخول المدارس اتمنى من الله أن نلتزم بالحيطة والحذر لأن التهاون في التباعد الاجتماعي فى الفصل الدراسى وفى حوش المدرسة كما هو فى المصنع والمواصلات والتجمعات سيضعنا في اختيارين أحلاهما مر إنه الاختيار بين أن نعيش حياتنا باستهتار ولا مبالاة وحتما النتيجة ستكون النتيجة كارثية، أو أن نطبق الاجراءات بجدية ودون أي تهاون حتى نجتاز هذه المرحلة الصعبه، مدركين أن حياتنا وحياة أحبائنا تبدأ حين نحافظ على سلامة وحياة الآخرين اللهم اعوز بك من هجوم الكورونا.
إلهام أبوالفتح تكتب : «التغيرات المناخية وسلامة الدلتا»
إلهام أبو الفتح تكتب: أثق في الرئيس عبد الفتاح السيسى .. فيديو
أحمد موسى يستعرض مقالا للكاتبة إلهام أبو الفتح بعنوان «مصر تألقت في تيكاد اليابان وإفريقيا»