ممثلة السودان في مجلس الأمن: إثيوبيا تمارس الترهيب على الشعب السوداني بالملء الأحادي للسد

قالت الدكتورة مريم الصادق المهدي، ممثلة السودان في مجلس الأمن، إن السودان يعرب عن تقديره لدور الاتحاد الإفريقي ومسعاه للوصول لحل لأزمة سد النهضة الإثيوبي يرضي الدول الثلاث.

وأضافت خلال كلمتها في جلسة مجلس الأمن المنعقدة الخميس بشأن السد الإثيوبي، أن السودان يوافق على تدخل الاتحاد الإفريقي في عملية حل الأزمة، مشيرة إلى أنه لا مانع إنشاء السد وتنمية إثيوبيا لكن دون إلحاق ضرر بدول المصب.

وتابعت أن السودان يعلم الفوائد التي قد تعود عليه من خلال سد النهضة، لكن ذلك في حالة تشغيله بما يضمن السلامة وعدم إلحاق الضرر بالآخرين وفقا للاتفاقيات والمواثيق الدولية.

وأردفت أن هناك الكثير من الدول تدير سدودها بشكل عادل، لكن من غير اتفاق حول ملء وتشغيل السد تتحول فوائده إلى مخاطر حقيقية تهدد نصف سكان السودان، مضيفة أنه إذا حسن استخدام السد يمكن أن يوفر أمن غذائي مستدام، وتوليد الكهرباء للدول المجاورة.

وشددت على ضرورة وجود قانون ملزم فيما يتعلق بالملء والتشغيل للسد، من أجل حماية السدود السودانية والشعب السوداني، من مخاطر تهدد وجودهم.

وقالت إن أسلوب حماية السودانيين منذ آلاف السنين يقوم على العيش بضفاف النيل، ويعيشون عن طرق الزراعة، مضيفة أن سد النهضة سوف يقوض مصدر رزق هؤلاء المواطنين.

وأضافت أنه ما لا يمكننا قبوله هو استخدام تشغيل السد في إرهاب المواطنين وهضم حقوقهم، وهو ما قامت به إثيوبيا بصورة أحادية عندما أخطرت السودان أنها ستفتح السد لتمرير 2 مليار متر مكعب من المياه خلال أسبوعين فقط، مما حدا بوزارة الري السودانية أن تخطر بالإعلام المواطنين الساكنين على ضفاف النيل بإخلاء مساكنهم خلال ثلاث أيام فقط، متسائلة: «لكم أن تتخيلوا حجم الترويع الذي جري للمواطنين؟».

وأشارت إلى أن الآثار الاقتصادية والسياسية التي ترتبت على الملء الأحادي للسد كانت جسيمة وتسببت في حالة جفاف للمياه في السودان.

وتابعت أن إثيوبيا عرضت بوضوح كيف تتصرف إزاء المواطنين السودانيين في حالة عدم وجود قانون ملزم، دون مراعاة لحقوق الجيرة، وتستخدم السدود في ترويع المواطنين الآمنين.

ولفتت إلى أن سد الروصيرص الذي يبعد 100 كيلو متر عن سد النهضة، وهو أقل بكثير من حيث السعة الاستيعابية للمياه، ويروي 70% من أراضي السودان ويولد ما يقارب من %40 من الكهرباء، لذا إذا لم توفر لنا المعلمات الكافية فان سد الروصيرص سكون في خطر، والمشاريع السودانية ستكون عرضة للضياع والفشل.

وقالت إنه بالنسبة للأمن الاستراتيجي للسودان فان 70% من الزراعية تعتمد على النيل الأزرق، لذا يجب على السودان الاطلاع على كل ما يخص السد الإثيوبي والملء.

وتابعت أن السودان انفتح الآن على العالم وتم رفع اسمه من الدول الراعية للإرهاب بعد انتهاء الحكم الشمولي الذي روع الآمنين، فقد احتفي العالم بالثورة الكبيرة التي مثلت النموذج المتفرد.

وأضافت أن السودان تواصل العمل من أجل إرساء السلام، وقد أجري السودان إصلاحات اقتصادية عميقة، إيمانا بتعاونه مع العالم، وقد بدأ انفتاح السودان على العالم.

وأردفت أن استهداف القدرات الزراعية السودانية بفرض هيمنة إثيوبيا الأحادية، يعد أمر بالغ الخطرة، ويهدد المستقبل الذي لاحت أنواره في الأفق.

واستطردت أن جارتنا إثيوبيا التي تشاركنا في السراء والضراء وكانت تتميز بالخصوصية، والتعاون والمشاركة، الأمر الذي يحتم علينا سويا السير على نهايات مرضية، وتتوقف إثيوبيا عن إلحاق الأذى بالسودان.

واستكملت لقد شارك السودان بحسن نية في جميع المفاوضات منذ 2011 وحتى اليوم، ونشيد بمهودات السودان في إقناع مصر وإثيوبيا بتوقيع اتفاق المبادئ.

وتابعت واستجاب السودان لمبادرة رئيس الاتحاد الإفريقي 2020 بمناقشة الملف داخل البيت الإفريقي إيمانا بأن الحلول الإفريقية للمشكلات الإفريقية، مضيفة أن السودان لم يمل طوال الوقت من المشاركة الايجابية، وتقبل دعوة رئيس جمهورية الكونغو الإفريقية، وقدمت الخرطوم اقتراحا لحل الأزمة في الاتحاد الإفريقي.

وأردفت أنه لذات الأسباب المتعلقة بتعنت الجانب الإثيوبي انتهت المفاوضات دون الوصل لحل.

ودعت رئيس مجلس الأمن لتفعيل دور المجلس من خلال الخطوات الآتية: حل الأزمة تحت مظلة الاتحاد الأفريقي، دعوة إثيوبيا بعدم اتخاذ خطوات أحادية تلحق الضرر بدول المصب.

وقالت أن هذه قضية عادلة وعاجلة والمطلوب تعزيز مسار السير بيسر وبدون تكاليف، من خلال رفع المعاناة عن الشعب السوداني، عن طريق الاتفاق عن حلول حول الملء وإلا لم يتم الملء، أما الملء الأحادي قد يجر عواقب وخيمة.

وأضافت أن الملء المنفرد يعتبر تحد لإرادة مجلس الأمن، وينبغي أن يتولي المجلس مسؤولياته من أجل إعادة الأطراف إلى طاولة التفاوض.

وجددت التأكيد على التزام السودان الصادق بحسن نية، بأي جهود من شأنها أن توصل الأطراف إلى حلول تحقق مصالح الدول الثلاثة.

إثيوبيا.. بيان عاجل حول السد يدعوا لتشكيل تكتل لمواجهة مصر والسودان .. فيديو

أحمد موسى يصفق على الهواء تقديرا لكلمة سامح شكري في مجلس الأمن.. فيديو