دلل قلبك تكسب حياتك
لاتحمل هم الدنيا ولا تحمل هم الرزق .. اعتني بنفسك ودللها ولا تعطي الأحداث فوق ماتستحق..لاتترك نفسك للحزن والألم وكن مستبشرا متفائلا و عش حياتك على مبدأ كن مُحسنًا حتى وإن لم تلق إحسانًا .. ارخي يدك بالصدقة تُرخى حبال المصائب من على عاتقك هذه الكلمات قالها الإمام علي رضي الله عنه وماأحوجنا إليها في هذا الزمان زمن الكورونا ومصطلحاتها التي جدت علينا مثل موت الفجأة، اعداد المرضي، أجهزة التنفس، اللقاحات واعراضها.. فرغم أن الفيروس الكئيب يحل ضيفا ثقيلا على الرئتين ويدمر الحويصلات الهوائية لكن زادت أمراض القلب، استغربت وظننت أن القلب يتأثر بالدمار الذي لحق بالشعيرات الدموية التي تمده بالأكسجين،لكن ما فاجأني هو أن القلب له شفرة تتلخبط بالخوف من فراق الأحبة وتتعطل تماما بالهم والحزن، ويوهن عضلاته ولا تقوم لها قائمة إذا انكسر ، فحافظ على قلبك ودلله وحافظ على شفرته سليمة من أي أوجاع فالقلب له شفره وله مخ خاص به وهذا ليس كلام شعراء ولا استعارة لكنه كلام صاحب كتاب شفرة القلب العالم الأمريكي الدكتور بول بيرسال أن القلب يحتوي على جهاز عصبي مستقل ومتطور يتكون من أكثر من 40000 خلية عصبية وشبكة معقدة شديدة الإبداع تحمل الكثير من المعلومات عن شخصياتنا وتاريخنا وذاكرتنا.
وتجعل القلب يحب ويشعر ويتذكر ويتصل بقلوب أخرى حرفياً، ومن هنا جاء المثل المصري العبقري من القلب للقلب رسول، وهذا الرسول لا يحتاج وحدة اللغة ولا يشترط التاريخ المشترك ولا العادات ولا التقاليد بل يحتاج ما نسميه بالكيمياء ربما تحملها النظرات او الهمسات أو الخلجات بين اثنين، وهذه الحقيقة خلاصة تجارب وأبحاث استغرقت سنوات عديدة في مجال نقل وزراعة القلب، ذكر فيه العديد من النتائج، بعضها غريب إلى حد الدهشة والبعض غريب إلى حد يدعو للشفقة..سأكتفى من قصص شفرة القلب التي ذكرها الدكتور بول بيرسال في كتابه أن شاباً في الثامنة عشر من عمره كان يكتب الشعر ويلعب الموسيقى ويغني، توفى في حادث سيارة ونقل قلبه إلى فتاة في نفس العمر تقريباً، وخلال مقابلة لها مع والدي المتبرع عزفت أمامهما موسيقى كان يعزفها ابنهم الراحل، وبدأت في إكمال كلمات أغنية كان يرددها رغم أنها لم تسمعها أبداً من قبل!
فحافظ على قلبك سليما ودلله ويكفىه ما يتحمله من صدمات في عصر الأوبئة الذي نعيشه فلا تفتح عليه جبهة جديدة لأنه قد يخذلك ولا يتحمل فتتسارع نبضاته وتصيبه أعراض مشابهة لحالات الإصابة بنوبة قلبية. في الواقع هذا ما يسمى متلازمة القلب المكسور. كفانا الله شرها وحفظ قلوبنا وقلوب احباءنا
إلهام أبو الفتح تكتب.. قول شكرا تأخد جايزة.
طارق تهامي عن مقال إلهام أبو الفتح: مدرسة صحفية تدعو للمحبة.
عادل السنهوري عن مقال إلهام أبو الفتح: الكلمة جسر السلام والمحبة