فاتن عبد المعبود تكتب: خريطة خطر !!
فى عام 1800 كان عدد سكان مصر نحو 5.2 مليون، قل هذا العدد حتى وصل إلى 5 ملايين نسمه في عام 1850، اى بعد خمسين عاما ،بعد مائه عام تضاعف العدد من 20 مليونا عام 1950 إلى 40 مليونا عام 1978، وفي عام 2005 وصل العدد الى 70 مليون نسمة، إلى أن بلغ عدد سكان مصر في الداخل 87.9 مليون نسمة في عام 2015،وفى 2016 وصل إلى 92 مليون نسمة، وفقًا لتعداد 2017وصل العدد الى 94.7 مليون نسمه وفي بداية عام 2018وصلنا إلى 96.3 مليون نسمة، وفي عام 2019 وصلوا إلى 98 مليون نسمة، أما عام 2020 فوصلوا 100 مليون نسمة في الداخل، هكذا رأينا قفزات كبيرة فى معدلات النمو مع ثبات الموارد .
مع استمرار معدل الانجاب بهذا الشكل سيصبح عدد السكان فى مصر عام 2030 ما يقرب من 120 مليون نسمة، مع العلم أن معدل الزيادة السكانية في مصر يتجاوز خمسة أضعاف الدول المتقدمة وفقا للتقديرات العالمية .
اتذكر ان أسباب الزياده السكانيه فى الماضى القريب كما كانت تتحدث عنها وسائل الاعلام كثيره منها ضعف المستوى الثقافى والتعليمى ،وانتشار العادات والتقاليد المتعلقة بتفضيل الذكور عن الإناث ،او العزوه وكذلك المساعدة فى العمل ،وتحسين الدخل ،ولكن أصبحنا الان نشاهد رغبه فى انجاب عدد كبير من الاطفال فى المستويات التعليمية المرتفعة ،وفى المدن وليس الريف فقط ،والرغبة فى وجود ذكور وإناث وهكذا تبدل الحال .
الجميع الان اصبح يشتكى من صعوبه المعيشه وارتفاع تكاليف الحياة ،وأظن ان هذه الشكوى فى جميع الأسر المصرية فما بالنا فى الأسر صاحبه عدد الاطفال الكبير .
اتساءل ماذا كان سيحدث لو لم يزيد عدد سكان مصر بهذا الشكل منذ عام ٢٠١١ ؟فى اعتقادى ان المبادرات الصحيه كانت ستستوعب عدد اكبر ،كان من الممكن ان تستوعب مدارسنا ابناءنا بشكل افضل ،كانت قوائم الانتظار فى المستشفيات اقل ،كان احساس المواطن بالتحسن الاقتصادى سيصبح افضل .
هناك مسح سكانى تقوم به الدوله يغطي هذا البحث محافظات الجمهورية من خلال عينة تقدر ب36 ألف أسرة موزعة على 17 فريق، ويوجد بالبحث جزء خاص بالقياسات الجسمانية والغذائية ،ويتم الاستعانة بأجهزة مخصصة لقياس الوزن والطول ،وتحليل الأنيميا لبعض الفئات، ويشتمل البحث على إجراء كشف للاطفال حتى سن 16 سنة، يتم فيه قياس الوزن والطول لمعرفة الحالة الصحية، مع تحليل الأنيميا ، ومن الاستمارات الهامه أيضا استمارة للشباب والفتيات غير المتزوجين من سن 15 إلى 29 سنة لمعرفة اتجاهاتهم من ناحية الزواج والمشكلة السكانية واعتقد انها الأخطر فمن خلالها نستطيع معرفه توجهات الشباب تجاه احد اهم القضايا التى تحدد مستقبل وطننا
بهذا المسح سيصبح لدينا خريطة متكاملة لأحوال الأسر المصرية من النواحى الصحيه والاجتماعية ،ونستطيع ايضا معرفه القيم والميول والاتجاهات التى ستسود فى السنوات القادمة .نحن فى حاجه لعمل خريطة خطر نعرف من خلالها اهم المناطق التى سيحدث بها زيادات كبيره فى السكان، واى منها توجد بها اتجاهات للعزوف او الإقبال على الزواج ،واى منها تتوطن امراض بعينها الى آخره من دراسه شامله ، ووافيه تحكمها النزاهة والشفافية وبالتالى يصبح لدينا قاعده بيانات كامله يستطيع مِن خلالها صانع القرار بناء استراتيجيه قابله للتنفيذ للحالة السكانيه فى مصر .
بث مباشر قناة صدى البلد - قناة صدى البلد بث مباشر - 2 بث مباشر قناة صدى البلد