إلهام أبو الفتح تكتب: مصر - تركيا.. انفراجة وأمل

أردوغان في مصر .. خبر لم نتخيل أن نقرأه في السنوات الحالية .. فمنذ أكثر من ١٢ عاما والعلاقات متوترة بيننا وبين تركيا.

هذا الأسبوع شهدت مصر زيارة تاريخيّة للرئيس اردوغان وكان في استقباله وبترحاب شديد الرئيس عبد الفتاح السيسي لنجتمع مرة اخري في مواجهة العدوان والظلم الصهيوني في غزة

ومحاولات إسرائيل ابادة الفلسطينيين أو تهجيرهم قسريا وتصفية القضية الفلسطينية.

هذه الزيارة تأتى فى وقت مهم جدا، نحتاج فيه إلى أكبر قدر من التعاون والاتحاد، ندافع معا عن قضيتنا وعن حقوق ومقدسات شعب مسلم،

وزيارة الرئيس أردوغان لمصر تمثل تطورا كبيرا في المنطقة نظرا لتخوف من اتساع دائرة الحرب التي بدأت تنتشر سواء في العراق أو اليمن أو جنوب لبنان..

مصر وتركيا أقوي دولتين في المنطقة وأن نتفق ونتحد، هو انفراجة وأمل فهما أحد دعائم استقرار الإقليم، ويمكنهما معا نزع فتيل الحروب المشتعلة وإنقاذ أهالينا في فلسطين من حرب الإبادة الجماعية التي تقوم بها اسرائيل للقضاء علي القضية الفلسطينية.

والعلاقات بين البلدين علاقات قديمة ووثيقة تزيد عن الف سنة والإرث الحضاري والثقافي كبير، الكثير من عائلات مصر أصلها تركي والعديد من العائلات التركية أصلها مصري.

وهناك علاقات تجارية نسعي خلالها ان يصل حجم التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القادمة، باعتبار مصر الشريك التجاري الأول لتركيا في إفريقيا، والذي أكدّه توقيع البلدين

عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، كما وقع الرئيسان بنفسيهما إعلان مشترك حول “إعادة تشكيل اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين”..

وهي خطوة تؤسّس لمرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا.

وتودي إلي زيادة الاستثمارات التركية في مصر والتي قال الرئيس أردوغان إنها تبلغ حاليا 3 مليارات دولار.

وايضا هي خطوة هامة لعلاقات وثيقة وتعاون كبير في كافة المجالات الصناعية والتجارية والسياحية.. خاصة أن تركيا تعد من أهم مقاصد الصادرات المصرية،

وهي وجهه سياحية مفضلة للمصريين كما أن مصر مقصد سياحي مهم للأتراك

ورغم القطيعة لم يتوقف التواصل بين البلدين وهو ما أكده الرئيس السيسي في كلمته، بأنه خلال السنوات العشر الماضية، استمر التواصل الشعبي بين البلدين، وأن العلاقات التجارية والاستثمارية شهدت نموا مضطردا

كما أكد الرئيس أردوغان رغبة بلاده في زيادة التعاون التجاري والصناعي مع مصر، والتعاون في مجال الصناعات الدفاعية ، وأن المأساة الإنسانية في غزة تصدرت جدول أعمال القمة وأن أنقرة مستعدة للعمل مع القاهرة على إعادة إعمار غزة ، النتائج الاولية مبشرة وتشجعنا على الترحيب بعودة العلاقات المصرية التركية.

أهلا بالرئيس أردوغان في مصر وان شاء الله يزوره الرئيس السيسي في أبريل لتتواصل جسور المودة لمصلحة الشعبين الشقيقين.