تفاصيل وصية عبد الرحمن الأبنودي الأخيرة بعد 10 سنوات على رحيله

قبل وفاته بسبعة أشهر، أمسك الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي بالقلم وكتب وصيته الأخيرة بخط يده، كأنه يخط آخر أبياته.

لم يترك شيئًا للصدفة، بل رسم ملامح مشهد الرحيل كما يحب أن يُودع، وحدد كل التفاصيل من مكان الدفن إلى شكل العزاء وطريقته، وحتى الرسائل التي تركها لأسرته ومحبيه.

الوصية تضمنت رغبة الأبنودي في أن يُدفن في قريته الضبعية بمحافظة الإسماعيلية، وأن يُشيع جثمانه من مسجد القرية، لا من أي مكان آخر.

وكتب: "لا أؤمن بأن إكرام الميت دفنه عمال على بطال"، موصيًا بعدم التعجل في إعلان موعد الجنازة حتى يتمكن محبوه من الحضور وتوديعه كما يليق.

وفي لفتة إنسانية، طلب الأبنودي تخصيص عزائه في الديوان الذي بناه خصيصًا لهذا الغرض في الإسماعيلية، بعيدًا عن صخب العاصمة، ورفض تمامًا إقامة أي عزاء رسمي في القاهرة، قائلًا بحدة: "لا أريد تشييعًا رسميًا قاهريًا مهما كانت الضغوط.. لا أريد كارنفالاتها".

وفيما يشبه التعليمات الخاصة بالحفاظ على إرثه الثقافي، أوصى بعدم غلق الأبواب في وجه الإعلاميين، وكتب: "أنا لست ملكية خاصة"، كما طلب تخصيص غرفة مكتبته لاستقبال الزوار بعد العزاء.

الوصية حملت أيضًا رسالة مباشرة لابنته آية، حين قال لها: "اسمعي كلام والدتك فوق كل شيء"، وأوصى بإخفاء خبر وفاته عن شقيقته فاطمة حفاظًا على مشاعرها، لكن الأقدار كانت أسرع، فرحلت شقيقته قبل وفاته بأربعة أشهر، وهو ما أحزنه كثيرًا.

واختتم الأبنودي وصيته بنداء يحمل من الحُب والامتنان ما يليق بإنسانٍ عاش صادقًا ومات شاعرًا، قال فيه: "وأخيرًا شكرًا لكل من سوف ينفذ وصيتي كما وردت دون اجتهاد.. ولكم الحب. عبد الرحمن الأبنودي"، وقع الوصية آخر سبتمبر 2014.