فاتن عبدالمعبود تكتب: مصر الأهم
إن نعمة البصر واحدة من أعظم النعم التي وهبها الله عز وجل للإنسان، بها تكتمل الصور وتتضح مما يجعلنا نرى الدنيا وما فيها، والأجمل هو أن نمتلك البصيرة لرؤية حقيقة وتقدير الأمور.
ربما أريد أن أبحث عن مساحات للتأمل تمتد لنسأل أنفسنا: هل استطعنا إبصار أنفسنا بشكل جيد حتى يبصرنا الآخرين؟.
من المهم أن يكون لدينا مهارة رؤية أنفسنا وننقل هذه الرؤية للآخرين، والأهم أن نرى التغييرات التي تحدث من حولنا في العالم والتي من المؤكد لها تأثير علينا، مثل تبادل الأدوار وتغير القوى الدولية، وتغير أدوات امتلاك القوة واختلاف أدوات الصراع، ومحاولات التغيير الاجتماعي والثقافي، وكذلك تفهم نظريات المصالح والسياسة الجديدة التي ينتهجها العالم الآن، فالتحركات على الساحة العالمية سريعة ومتشابكة وتصل في كثير من الأحيان إلى حد الغموض.
في وسط هذا المشهد تبصر أن الوطن هو الأهم، فالجميع يتحدث الآن أن مصر مشغولة بالبناء الداخلي والتنمية الحقيقية، وأنها تصارع الوقت من أجل إنجاز المهام.
المشكلة تكمن في امتلاك البصيرة التي تجعل الإنسان يوازن بين ما يتمناه لنفسه وبين أمنية الأوطان.
أكثر من مرة كرر الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية
(يجب أن نخرج من العوز الأخلاقى والعلمي والاقتصادي والعوز الاجتماعي)، نعم نحن في حاجة حقيقية لتحقيق ذلك، والمؤكد أن هذا يحتاج لإرادة مجتمعية قبل أن تكون إرادة سياسية أو حكومية، فالمجتمع عليه أن يدرك بسرعة ويساير ما يتم من إنجازات ومشروعات قومية.
على سبيل المثال ما تم في الصعيد من مشروعات تنموية عملاقة في كل المجالات الاجتماعية والصناعية والتجارية والصحية وغيرها، أن لم يساير ذلك قدرة مجتمعية من أهالينا في الصعيد على تغيير ومواكبة التغيير الإيجابي الحادث على الأرض، فلن يكتمل الحلم فنحن كأفراد علينا مسئولية في المشاركة الفعالة في بناء هذا الوطن وتغيير الصورة الذهنية السلبية لدى البعض في الداخل والخارج.
نحن من يصنع رؤية العالم لنا خاصة مع هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي.
آن الأوان أن تربح الإنسانية ويسود السلام النفسي، آن الأوان أن نتعاون لا نتصارع -ننتصر حتى لا يهزمنا الاخر، أن نبحث عن مجتمعات يتخللها النور إلى قلوب أفرادها فلا تعرف حقد أو كره. أن يتقبل كل منا الأخر، أن نتكامل ونتعاون.
من هنا تكتمل الصورة ونلتقطها وترسل إلى العالم أجمع.
مع بداية عام جديد نتمنى فيه أن ننعم بالحب والمودة والرحمة، وتحيط بِنَا الإنسانية في كل جوانبه.
عالم تظهر فيه العيون الصادقة حتى يطمئن الأخر.
فاتن عبدالمعبود تكتب: سلاما على القادرون باختلاف
فاتن عبد المعبود تكتب: سر منتدى الشباب!