فاتن عبد المعبود تكتب: مجرد خواطر
لا أقول رحل ياسر رزق بل ارتاح «رزق» من ابتلاءات الحياة وصعابها، من قلقها ومخاوفها، ارتاح أيضًا من الزائفين والمنافقين وكدابين الزفة بعد أن أدى دوره بكل مهنية وإخلاص، وشهد شهادة حق عن أحداث جسام فى الوطن؛ ليتذكره التاريخ والأحفاد أنه يومًا ما كان هناك صحفيًا وطنيًا محبًا لوطنه وللكثيرين اللذين بادر هو بمساعدتهم- حتى المختلفون مع ياسر رزق لا يملكون فى النهاية إلا احترامه.
أصبحتُ فى حيرة هل نحن على عِلم ووعي بطبيعة ما تمر به البلاد؟ أم أننا مازلنا ننساق وراء ما يلقون به إلينا؛ لهدم وضياع ما تم بناءه، القارئ الجيد للتاريخ يعلم أنّ فى عمر الأوطان مراحل ازدهار وانهيار، والأخير يحدث بمقدمات من أهمها تحلل المجتمع، وعدم تماسكه، ويختفي التفكير الجمعى، وتنقسم المجتمعات ما بين رفض وقبول فتصاب الأمم بالضعف وتنهار، وتختفي القدوة والمثل العليا والأخلاق فتضيع البلاد.
كم اشتقت للفن الأصيل الّذى يلامس أصالتنا الإنسانية التى خلقنا الله بها، ذلك الفن الّذى يُحرك الوجدان والشعور، ويجعلنا ننطلق لعنان السماء ونتمايل طربًا وعشقا، ونخرج منه محبين للحياة ولمن حولنا، نعطى دون انتظار ونرحم ونعطف على بَعضُنَا البعض، احتاجُ لهذا الفن الراقي الّذي يُعيد لى إنسانيتي.
لا أعلم لماذا أصبحنا نميل للتطرف الشديد فى كل حياتنا، سواء فى الآراء التى أصبحت شديدة القسوة أو فى اختفاء الطيبة، وزيادة العدوانية والكراهية، حتى السخرية أصبحت لاذعة، جارحة، ولا نخجل من هذا نجرح الآخر بمنتهى البساطة، ونسعي لإزاحة بَعضُنَا البعض، ربما اعتقادًا منا أن فى تدمير الآخر حياة لنا، مع العلم أنّ فى هذا تدميرًا لأنفسنا، فهو الموت أثناء الحياة.
أثق تمامًا أنّ يومًا قريبًا سيأتي يختفي فيه هؤلاء اللذين يملئون الدنيا صخبًا وضجيجًا دون طحين، ويبقي من يملئ أرض مصر الطيبة النقية بالخير والإنسانية، من عمل ليل نهار على استعادة تلك الأرض الطاهرة المروية بدماء الشهداء العطرة؛ ليمنح حياة كريمة تليق بمصريتنا.. {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}.
فاتن عبد المعبود تكتب: الحلم المصرى يتحقق
فاتن عبد المعبود تكتب: سر منتدى الشباب!
فاتن عبدالمعبود تكتب: مصر الأهم