فى كارثة الكورونا.. حظر التجوال اليوم وليس غدا
انفطر قلبى وأنا أشاهد فتاة فى عمر الزهور أصابها فيروس كورونا اللعين، كانت تلقى نصيحة مرة فى وقت عصيب بالدموع وبصوت حزين: قررت أن تكون رسالتى إلى الملايين على مواقع التواصل الاجتماعى سواء الذين استهانوا بخطورة المرض بدعوى «المرض بعيد عنى» أو الذين التزموا منازلهم، أقول لهم: حسيت إن مهم أوى أن أتكلم إلى أهلى وصحابى، من داخل الحجر الصحى بالمستشفى، بدأت رحلتى إلى هنا بأعراض خفيفة، لكن وجدت نتيجة التحاليل ايجابية، اكتشفت أن الموضوع خطير.. أرجوكم ماتغلطوش غلطتي.. أنا كنت أخرج..وأسافر.. وأزور أصحابى..وفاكرة المرض بعيد عني، لكن ماطلعش بعيد.. اتصابت..أرجوكم لا تستهتروا.. ممكن تنقل المرض لأى حد. وتقول مناعتى.. لكن فين الأمانة..لازم نخلى بالنا من اللى حوالينا.. فكر فى غيرك.. بلاش البشاعة فى استغلال مع الوضع.. حواليكم ناس غلابة بتلاقى لقمتها بالعافية.. ما تقدرش.. على تخزين الأكل.. الموضوع خطر.. طول ما أنت برة البيت ما تلمسش وشك.. ولما ترجع البيت اغسل إيديك..ومفاتيحك وعقم كل حاجة لمستها.... أرجوكم اقعدوا فى البيت.. وماتغلطوش غلطتى..
دعوت للفتاة وجميع المرضى أن يتماثلوا للشفاء سريعا، وشكرت إحساسها بالمسئولية تجاه أهلها وبلدها، والمعانى الجميلة التى تحدثت بها، وهى نفس المعانى التى أكد عليها بوعى وصرامة وزير الإعلام أسامة هيكل، مطالبا الناس بالالتزام ومحذرا من السيناريو الأعنف، فى سيناريوهات التعامل الرسمى لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وأن «حظر التجوال» آخر السيناريوهات، التى ستلجأ لها الدولة بناء على أعداد الإصابات، وسرعة انتشار المرض، ولكن بعد أن تخطى عدد المصابين المائة، انتقلنا منذ بداية الأسبوع الماضى إلى السيناريو الثانى بقرار إغلاق المدارس والمنافذ الجوية، وكان هذا المقترح حال وصول العدد إلى 150 أو 200 إصابة». لكن بفضل التقدير الصحيح للموقف استبقت الحكومة الإجراء بتركيز أكبر على الداخل، وحتى لا يتم دخول المرض من الخارج، ولا نتسبب فى انتقال العدوى لدول أخرى، لأن «تخوفنا على مصالح الدول الأخرى هو نفس تخوفنا على مصلحة وطننا».
أدعو الله ثقة فى التزام المصريين ألا نضطر إلى اتخاذ إجراءات أخرى لعزل بعض المناطق ـ حال وصول الأعداد إلى الآلاف ـ من خلال السيناريو الثالث، بتحزيم المحافظات، واتخاذ بعض الإجراءات الأعنف، وبنفس التدرج والحكمة تعاملت الدولة مع قطاع السياحة، بدأنا بوقف الطيران الخميس 19 مارس، و»لن نستقبل أجانب آخرين خلال الفترة المقبلة حتى تهدأ الأوضاع بالنسبة للفيروس». ولم يفت وزير الإعلام أن ينفى ما أثير بشأن عزل مدينة شرم الشيخ، بعد ظهور حالة واحدة مصابة، وقال عنها: إن الحالة التى أصيبت من جنسية إيطالية، وتم عزلها ونقلها إلى القاهرة».إلا أنه عاد وأكد أنه فى حالة ازدياد العدد فى أى محافظة سيتم إغلاقها تمامًا!
وكأن الوزير يرد على دعواتى والملايين بألا نضطر للوصول إلى السيناريو الأعنف حين قال: بشأن تعليق الدراسة واستمرار تعليق الطيران: القرار لن يحدث إلا بناءً على تطورات الأحداث، أما عن المطالب بتشديد الحدود البرية والبحرية، قال هيكل: إن الحدود البرية مرتبطة بالأغذية وبعمليات النقل، وليس هناك سياحة عبر الحدود البرية، وأن مجلس الوزراء سيناقش الخميس القادم قرارات تزيد من طمأنة المواطنين بشأن التجمعات فى الشوارع. وإجراءات رادعة لكل التجار والمضاربين الذين يستغلون الأزمة برفع الأسعار!
ومع ثقتى فى لجنة إدارة الأزمة وحكمتها ووعيها ومتابعتها لما يجرى فى العالم، والخطوات التى تخضع لدراسات علمية دقيقة، لكنى أناشد المسئولين باتخاذ كل الاجراءات بأعنف طريقة حتى لو فرضنا حظر التجوال ليلا فى كل أنحاء الجمهورية لحين التأكد من تعقيم الدولة كلها، ـ وأتفق مع النائبة البرلمانية إيناس عبد الحليم - حتى لا نصل إلى مصير الدول التى استهترت بالفيروس فواجهت أزمات كارثة الكورونا..طبقوا حظر التجوال اليوم وليس غدا !، اللهم جنب مصر وأهلها كل مكروه!