إلهام أبو الفتح تكتب: التبرعات الخيرية في رمضان .. لمن؟!

سيل من الإعلانات تدعوك للتبرع طوال شهر رمضان بكل وسائل الإعلان مسموعة ومقروءة ومرئية تدعوك للتبرع فنحن نعيش في أجواء دينية وشهر تكافل ورحمة وتعاطف .. ولكن لفت نظرى ان هناك في المجتمع جهات وأماكن تعمل وتعاني وتئن فى صمت تحتاج الى التبرع الحقيقي، لكن قلة إمكاناتها تمنعها من الإعلان عن حاجتها، من هذه الأماكن التي يلمس المجتمع كله عطائها وإخلاصها وصدق نواياها مستشفى أبو الريش، ومعهد القلب ومعهد ناصر الاجتماعي ، وهى بالفعل جهات تعانى وتعمل بإخلاص فى نفس الوقت ولكن ليس لديها القدرة على الاعلان!

وأعتقد ان مستشفي الأمراض العصبية من أكثر المستشفيات التي تحتاج نظرة وتحتاج جهود جمعيات أهلية لأنهم لا يستطيعون ان يعبروا عما يحتاجون وكثيرا ما شاهدنا حالات إنسانية صعبة تحتاج الي أن تزورها المؤسسات والجمعيات وتتصور لتحصل علي المساعدة

ولا يخفى على أحد ان كل من يريد التبرع يتمنى ان يصل تبرعه الى من يحتاج، اعرف ان الجهاز المركزى يراقب ميزانيات هذه المؤسسات، واوجه الصرف.. هذه المؤسسات تقوم بعملها وتحاول الوصول الي الأكثر استحقاقا لكن نحتاج الي جهة أو قناة واحدة على غرار التحالف الوطنى للعمل الخيري، الذى جمع كل الجمعيات والمؤسسات التي تعمل في العمل الإنساني تحت عباءته ، ونجح خلال فترة وجيزة في توجيه التبرعات الى جهات كانت تتعرض لظلم شديد بسبب قلة التبرعات، او عدم معرفة الناس بأماكنها وكيفية الوصول اليها، ولا يخفى علينا الدور العظيم الذى يقوم به التحالف تجاه القري الأكثر فقرا والمبادرات الاجتماعية فى أعماق الصعيد والريف المصري، اقترح أن تتولى جهة موثوقة على غرار التحالف الوطنى للعمل الأهلى تجميع هذه التبرعات وتصميم قاعدة بيانات بحصر الجهات المحتاجة سواء كان زراعة النخيل أو حفر الآبار أو توصيل المياه الى القرى والنجوع أو رعاية دور الرعاية والايتام والاحداث، وفى رأى لو أنشئت مثل هذه الجهة ستتمكن من كسب ثقة الجميع بتوصيل التبرعات الي مستحقيها بالفعل سواء في شكل وحدات رعاية ودور المسنين او ووحدات غسيل كلوى أو أدوية وقوائم ديون فى الصيدليات لأصحاب الأمراض المزمنة او اسر أولى بالرعاية والعناية، ويتحقق التجسيد الحقيقي لمعنى التكافل ويطمئن فاعلو الخير لوصول صدقاتهم الى مكانها الصحيح.

اتمني ان تدرس الحكومة عمل جهه مثل التحالف الوطني تكون مسؤولة عن مراقبة وترشيد لتذهب لمستحقيها