إلهام أبو الفتح تكتب.. كل عام وعيد أضحى سعيد

كل عام وأنتم بخير.. عاشت مصر والعالم أيام عيد الأضحى المبارك بكل البهجة والسعادة التى تعودنا عليها، رغم كابوس الكورونا الذى فرض شروطه على معظم المصريين واتبعوا الاجراءات الاحترازية، والتزموا التباعد الاجتماعى والحجر وعدم التزاحم طوال الفترة الماضية، لكن يبدوا ان فرحة العيد أنستهم الكورونا فسافروا واحتفلوا وكأن كورونا انتهت واستطعنا القضاء علي الفيروس اللعين كما نسوا أو تناسوا حوادث الغرق وضحاياها في شاطيء النخيل بالاسكندرية وشاطيء بلطيم بكفر الشيخ.

لا مانع ان نعيش بهجة العيد ولكن علينا أيضا أن نطبق الإجراءات الإحترازية، نحتفل بعيد الأضحى المبارك بمختلف الألوان والعادات والطقوس، مع الشروط الضرورية للتباعد الاجتماعى والاجراءات المتبعة من لبس الكمامات وغسل اليدين والبعد عن الزحام وأن يكون لدينا القدرة على الإلتزام بتجنب الكورنيش والشواطيء فى كل المحافظات وهذه الشروط والاحتياطات لن تمنع فرحة العيد ولكنها ستجنبنا الكثير من المتاعب خاصة أن هناك موجة ثانية منتظرة من الوباء رغم اننا لم ننتهي من الموجة الاولي حتي الأن وان انخفضت الاعداد .

أعلم ان العيد له فرحته الخاصة وانه جاء عقب شجاعة وإصرار الحكومة على عقد واجتياز إمتحانات الثانوية العامة بنجاح وتفوق بعدد قليل من الإصابات التى لم تتجاوز عدد أصابع اليدين رغم وجود أكثر من نصف مليون طالب فى اللجان، لذلك علينا أن نظل بنفس الوعى وبنفس الإجراءات الاحترازية وقد شاهدت مناسك الحج الذى أداه هذا العام نحو عشرة آلاف شخص، مقارنة بنحو ثلاث ملايين أديته وسطهم منذ سنتين، و الحجيج بالكمامات فى مشهد جديد علينا، وتابعت بقلب خاشع مشهد التضرع إلى الله من فوق جبل الرحمة وعرفات والنفرة إلى منى والمبيت بها ثم الطواف المنظم حول الكعبة المشرفة.

ووسط كل الرعاية والعناية والاجرات الاحترازية التي حرصت علي متابعتها عبر الفضائيات لم ينقطع دعائى لمصر وأهلها وكل بلاد العالم المحبة للسلام بأن يأتى موسم الحج القادم وقد تمكن العالم من اجتياز هذه الجائحة الصعبة وأن يوفق الله العلماء فى الوصول إلى المصل المعالج للمرض مر أول وثان أيام العيد وقد طغي الالتزام بتعليمات تعليق إقامة صلاة العيد في المساجد والتجمعات الدينية، حتى عملية ذبح الأضاحى التي كانت تتم فى الشوارع والحارات فى الأعوام الماضية، حرص معظم المضحين هذا العام بالتزام الذبح الآمن فى المجازر .

وربما يرجع قلة مظاهر الذبح فى الشوارع إلى زيادة الوعى باتباع الاشتراطات الصحية، كما لاحظت خلو شوارع القاهرة وميادينها من الكثافات العالية للمبتهجين والمعيدين في أول أيام عيد الأضحى، فيما انتشرت قوات الشرطة في الشوارع والميادين وعلى مداخل المدن.. ورغم قلة أعداد الأطفال فى الشوارع احتفالا بالعيد إلا أن مظاهر الاحتفال وتعليق البلالين والزينة أمام المساجد، والشوارع وتخصيص مكبرات صوت لإذاعة تكبيرات العيد من المساجد رغم عدم صلاة العيد بها وتراجع مشاهد ذبح العجول والخراف وتناثر الجلود والدماء على أبواب البيوت وفى الحارات. في ظاهرة صحية فرضتها أجواء الكورونا هذا العام ..أرجو أن تستمر بعدها.

فالحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا، اللهم ارزق مصر ورئيسها وجيشها التوفيق والسداد والنصر.. واحفظ بفضلك بلادنا آمنة وحدودنا وحقوقنا ونيلنا من كل طامع ومعتد، واحفظ لأهلها وسائر بلاد الدنيا الأمن والأمان.

اللهم اجعله عيدا سعيدا لنا ولأحبابنا في كل مكان.. اللهم تقبل منا ومنكم صالح الاعمال .

كل عام وعيد أضحي سعيد.

إلهام أبو الفتح تكتب.. «برلمان مصر.. وانتخابات الشيوخ»

إلهام أبو الفتح تكتب.. انتخابات مجلس الشيوخ في زمن الكورونا