فاتن عبد المعبود تكتب: حتى لا يعود قاتل نيرة

مع قدوم الحمله الفرنسيه الى مصر جاءت معها مطبعة لاصدار ما يشبه الصحيفه او المطبوعة ان جاز التعبير يخاطب من خلالها نابليون جموع الشعب المصرى ،ليكمل عمليه الاستعمار ،فالغزو لابد وان يصاحب بغزو للأفكار والعقول ،فالسيطرة على العقل لا تقل أهمية عن السيطره على الارض .

.التوازن والحيادية كانا أسهل في زمن الصحافة المطبوعة، كان سهلا ان تسيطر على مايكتب وان توازن بقدر المستطاع بين ما هو ممنوع وما هو مسموح،هذا التوازن مستحيل في زمننا هذا .

السؤال الملح الان كيف نستطيع أن نحمي أنفسنا، وماهي طبيعة المخاطر التي نتعرض لها ؟

هل نفكر باننا بايدينا من الممكن ان نصبح أداة هدم وإشعال فتنة وتوطين للأفكار الهدامه التى تدعو للقتل والاستباحة ، عبر الإفراط في الإثارة وتشويه الحقائق ونشر الشائعات والأحداث غير الدقيقة، وتفضيل السبق على الدقة والصدق لقد أصبحنا جميعا فى زمن السموات المفتوحة -وسيلة نشر -وما من دوله فى العالم تستطيع السيطره على الملايين من مواطنيها ان لم يكن هناك امانه ومبادئ واخلاق .

.

الانسانية يحب ان تكون حاضره فى كتابتنا وأعمالنا اتساءل لماذا كل هذا التكالب للتصوير مع اهالى الضحية نيرة اشرف وهم فى حالة صدمة؟ هل الهدف هو الوصول للحقيقة ام ركوب التريند ،وعدد المشاهدات ،اعتقد ان منزل الضحية وغرفتها تحولت لمكان للتصوير اكثر منه مكانا لتلقى العزاء والمواساة والاستماع للقرأن الكريم ،اعلم جيدا ان للاعلام دور فى تعريف الرأى العام بالأحداث ،وتكوين وجهات نظر حولها ،ولكن ليس هكذا تكون التغطية المهنية الهادفة .

لماذا ذهب كل هؤلاء لتصوير الام اثناء توديع ابنتها ولم يتركوا لها فرصه الخصوصية حقها فى ان تحزن بعيدا عن الأضواء ،لقد ضاع الخط الرفيع الذى يفصل بين الاعلام الحقيقي وبين الاعلام البياع .

مناشدة والده الضحية ان تحجب فيديوهات ابنتها من المواقع تحمل فى طياتها صرخة ،ربما لن تسمعها الأذان التى اصابها الطرش باحثة عن التريند .

-لو تفتح عمل الشيطان -ولكننى افكر ربما لو استخدمنا هذا الحماس والنشاط والغضب والرجولة والكلمات الرنانةليصبح منهجنا فى الحياه لما حدث لنيرة ما حدث ،لو من قام بتصوير الحادث سارع لانقاذها لاختلف الامر ،لو وجدت نيره او أخواتها من السيدات ،والبنات اللائى يعانين من المطاردة والابتزاز وتشويه السمعه من يقف معهم ويحميهن ويساندهن لما ظهر أمثال محمد عادل .

أتمنى من سيدات مصر الوقوف ضد كل محمد عادل ،وحماية كل امرأة من امثاله طالما لم يجدن من يحميهن ،وحتى لا يصبح هذا الفعل هاجس داخل كل من يسمع كلمه( لا )له ،فالقضاء على هذا الفعل فى مهده يجنبنا مخاطر كبرى .

اثق فى القضاء المصرى ،وسرعه المحاسبه والعدالة ،ولكن أتمنى ان يكون هناك عدل مجتمعى ،فلا نصدر أحكاما على لوحات الكيبورد ونتهم الناس بالباطل أيا كانت الأسباب ،فقتل النفس امر جلل وعظيم .

تساؤلات وافكار وضعتها حتى نستطيع غلق كل المنافذ والطرق لكى لا يعود قاتل نيرة اخر .