فاتن عبد المعبود تكتب.. لعن الله من أيقظها

تجسدت اسمى معانى الوحدة الوطنية بزيارة الرئيس السيسي للكنيسة فى كل عام بمناسبة عيد الميلاد المجيد حتى ان صديقتى قالت لى ان العيد اصبح لا يكتمل الا بزيارة الرئيس وتهنئته .

اتعجب من حاله الانتشار الواسع لبعض الصور والمواقع الهدف منها ا حداث حالة من التوتر واعتقد ان هذه الأمور لا تحدث بمحض الصدفه فقد تعملنا من الأحداث الجسام التى مر بها الوطن ان هناك من ينفخ فى الرماد لاشعال النار ،مما لا شك ولا جدال فيه ان معظمنا لديه أصدقاء او زملاء او جيران او حتى معارف أقباط ،ونتبادل الحوارات والنقاشات والتهانى والمباركات ونعمل ونضحك ونفرح ونحزن وننحاز لمصالحنا الوطنية ،ونقف سويا فى وجه اخرين يريدون لنا الضرر وهذا ما نراه فى كل لحظات الوطن الفارقة عبر تاريخه .

ان العلاقة بين الإسلام والمسيحية على مر السنين سادت فيها ألفة وتبادل إنساني وحضاري فكان المسيحيون أول من حمى بعض المسلمين الأوائل في هجرتهم الأولى إلى الحبشة هربًا من بطش قريش فحماهم النجاشي ونصرهم واقاموا عنده سبع سنين، وعندما مات النجاشي قام نبينا محمد بأداء صلاه الغائب عليه في المدينه المنوره ،ونحن المسلمون نؤمن بيسوع وستنا مريم العذراء ،ونذهب للكنيسة لإضاءة الشموع تباركا بالسيدة مريم من منا لم يقرأ للبابا شنودة ويستمع لاحاديثه وحكمته ،وكلنا نقدر ونوقر البابا تواضروس ومواقفه الوطنية وصموده فى اصعب لحظات حزنه على ابنائه الشهداء ،والتصدي لكل من يحاول هدم الوطن فهل بعد كل هذا نتساءل مثل هذه الأسئلة الحمقاء .

لكل داء دواء الا الحماقة أعيت من يداويها وهذا هو حالنا الان محاولات هدم المصريين ،وآثاره الفتنه الطائفية لعبة قديمة استخدمها البعض مره للضغط على الإرادة السياسية ،وتارة اخرى لآثاره البلبله ومشاعر الحقد والضغينة لدى الجميع .

أن تعايش المسلمين والمسيحيين في مصر يُعد نموذجًا يُحتذى به في تحقيق السلام والأمن الاجتماعي، وتلاحم المصريين حمى مصر من شرور الفتن وكيد الكائدين. وبعد الموت تجد معظم مقابر المسلمين والمسيحيين بجوار بعضهم البعض فى كثير من محافظات مصر

لا اخاف على جيلنا ولا الأجيال السابقة وإنما اشفق على ابنائنا جميعا مسلمين ومسحيين من ايقاظ مشاعر خوف وريبة تجاه بعضهم البعض واحداث فرقه بينهم علينا ان نعلم ابنائنا ان الخطر لايفرق بين مسلم ومسيحى ولا الاٍرهاب والتطرف ترك مسلما فى مسجد ولا مسيحى فى كنيسة شهدؤانا جميعا مصريين والدين لله وطننا مصر لنا جميعا .