فاتن عبد المعبود تكتب.. من هنا تبدأ الهزيمة

يتساءل الكثيرون كيف تحدث الانقسامات والفرقة داخل الدول والمجتمعات؟، وما الذى يؤدى إلى عصر الاضمحلال  والانهيار؟؛ القارئ للتاريخ يدرك ان الانهيار دائمًا يأتي من الداخل، وليس من الخارج فعلى قدر التمسك، والقوة، والإيمان، والوطنية، والتعاون، والتكاتف بقدر التقدم والبناء والاستقرار.

التاريخ يعيد نفسه، ومن الماضي نستلهم الحاضر والمستقبل، ومن التجارب الإنسانية التي مرت نعرف قيمة وثمن الاجتهاد والعمل.

لن تستطيع جيوش العالم غزو بلد شعبه متماسك مهما اختلفت أساليبه سواء كانت حروب تقليديه أو حروب تكنولوجية، ولا باستغلال الأوضاع، والمشكلات التي يعانى منها البلد طالما هناك شعب يدرك قيمته، وقيمة وطنه.

يقال أن نابليون بونابرت قال كلمته الشهيرة: (من هنا تبدأ الهزيمة) عندما رأى قوه حب الشعوب لبلادهم، وتضحيتهم بكل غالي ونفيس من أجلها، فمتى كان (الإنسان مرتبط بوطنه) يسقط، وينهزم الجميع أمامه؟.

تغيير الهوية وغزو الثقافات احد اهم الأسلحة الفتاكة التى يستخدمها المتآمر من أجل السيطرة، وإخضاع أو تركيع الشعوب، وكم من دول سقطت وتفككت نتيجه لغزو المياه الغازية، والهامبورجر، قد نرى مثل هذه الأشياء تافهة، ولكنها غيرت ثقافة الاستهلاك لدى الشعوب، واستطعت اللعب بالأفكار، والاتجاهات فتغيرت النظرة، والسلوك، وحدث التفكك والانقسام وبدأ تضارب الأفكار، واختلفت القيم فسقط البلد.

التمسك والعزة والفخر بالوطن أمر هام يجب تعليمه منذ التنشئة الاجتماعية الأولى لأبنائنا؛ علموهم أن الإيمان بالله، والتوكل عليه، وأنه الواحد القادر الرزاق ولا أحد يستطيع عمل شئ الا وقد كتبه الله لك علموهم ان الوطن لا يقدر بثمن، ولا يباع من أجل مصالح شخصية ولا منفعة، وأن مصلحتنا ومنفعتنا مرتبطة بتماسك وقوة وطننا، وأن من مسئوليتنا عدم السماح لأي انتهازي أو مخرب أو متآمر أن يتلاعب بأمن بلادنا واستقرارها، هنا فقط نهزم أي معتد أو خائن، هنا فقط نطمئن على مستقبلنا، ومستقبل اولادنا؛ حفظ الله مصر وشعبها.

فاتن عبد المعبود تكتب: ضمانات نجاح الحوار الوطني

فاتن عبد المعبود تكتب : وطن منصور مرفوع الرأس